– القرآن الكريم يُفسّر بعضه بعضاً ، فما ورد غير مفسّرفي مكان جاء تفسيره في مكان آخر ، ولذا لابد من ضمّ الآيات بعضها إلى بعض ؛ حتي يتضح المعني المقصود بالنص .
– وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك ، فعندما قرأ الصحابة الآية الكريمة ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) ( الأنعام: ٨٢) ، ظنوا أن الظلم في الآية يشمل كل معصية ولو كانت صغيرة ، ولهذا قالوا : يا رسول الله ، وأينا لا يظلم نفسه ؟ فقال لهم : ” ليس كما قولتم وإنما هو الشرك ، ألم تسعموا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه ؟: ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) ( لقمان: 13) .
– فالنبي صلى الله عليه وسلم فيّر الآية من سورة الأنعام في ضوء الآية من سورة لقمان ، وفي هذا إرشاد لنا إلى اتباع هذا المنهج ، وتفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم .
– ممّا تجد الإشارة إليه أنّ يفسر القرآن الكريم بالقرآن الكريم يتطلّب قدراً كبيراً من الاجتهاد ، ودقة الملاحظة ؛ لإدراك العلاقات بين الآيات ، والجمع بينها .