محتويات المقال
– يعرف سبب النزول بأنه ما يتنزل قرآن لبيان شأنه سواء أكان إجابة عن سؤال وجه للرسول صلى الله عليه وسلم ، أو تعليقاً على حوادث مر بها المسلمون .
– وملاحظة أسباب النزول من أكبر ما يعين على الفهم ، لأن معرفة المواقف والظروف التي نزلت الآية لمواجهتها يساعد في الكشف عن معناها .
– ومثال على قوله تعالى ( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ( البقرة: 195) ، فظاهر الآية يوهم أن قتال الأعداء دون تناسب العد والعدة واقتحام صفوف الأعداء من قبل أحد المسلمين أو مجموعة قليلة هو إلقاء بالنفس إلى التهلكة وانتحار ، وهذا غير صحيح ، والمعني الصحيح للآية يرشد إليه نزولها والذي يشير إلى أن ترك الجهاد في سبيل الله والانشغال في التجارة والزراعة يؤدي إلى التهلكة .
– ومع أهمية أسباب النزول في توضيح معاني آيات القرآن الكريم ، إلا أنه لا بد من التأكد على أن سبب النزول لا يقتصر معني الآية على الحادثة الواردة في سببها ، فمثلاً قول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ) ( النور: ٦) ، ويشمل معناها كل قاذف لزوجته ، وهذا ما عبر عنه العلماء : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .