الحمد لله الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على أله و صحبه و سلم ….. أما بعد فماذا سنأخد معنا و من سيصحبنا إلى قبرنا؟! بل ماذا أخذ من مات قبلنا ؟! الأموال و الأهل و الأصحاب و المال و البيوت و السيارات و الذهب و الجواب بكل تأكيد : كلا وألف لا !!! إنما أخذوا معهم و سنأخذ نحن : مترا او مترين من القماش الأبيض !! و ما قدمنا من عنل صالح أما دارنا و مسكننا هناك فليس بغريب عن الجميع حفرة في الأرض شديدة الضيق و الظلمة يحفرها لنا أهلنا و ينزلوننا بها و يدفنوننا بأيديهم بعد أن يغسلونا و يكفنونا ثم يهيلون التراب علينا و يتركوننا.
إخواني و أخواتي : يوجد هناك وقت للتوبة و الإستغفار بأيدينا نستطيع أن نجعل حفرتنا حفرة من روضة من رياض الجنة تفوح منها رائحة المسك و اسعة منيرة هل فكرنا في القبر و الحساب ؟!! فماذا قدمنا و أعددنا للقبر و الحساب و الأخرة ؟! فعلى المسام الإكثار من الإمال الصالحة لانه لا يدري متي يفاجئه الموت.
أما ما ينتفع به من أعمال البر الصادرة عن غيره فبيانها فيما يلي الصلا عليه و الدعاء له و الإستغفار له و هذ مجمع عليه لقول تعالى( و الذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا إغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للدذين أمنوا ربنا إنك رؤف رحيم) فوصف الله تعالى هؤلاء الأخيار بأنهم يدعون لأنفسهم و لإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان و هذا يشمل إخوانهم الأحياء و الأموات و عن إبن عباس رضى الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول” ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه” و في رواية أخرى ” ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه” و عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : نعى لهم المجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه وقال ” إستغفروا لأخيكم” و ذلك يدل على إنتفاع الميت بالدعاء و الإستغفار له و الدعاء له بعد الدفن و الدعا لهم عند زيارة قبورهم.