محتويات المقال
إقتبس من كتاب “Stories They Told Me” أن الأرض خلقت من بيضة أفعى بعد أن شكلت البيضة نفسها بنفسها والكثير من الحضارات القديمة إعتقدت ان الأفعى هي الكائن الوحيد الذي يتمتع بالوة وطاقة كبيرة ولذلك في بعض الحضارات كان الثعبان يرمز للحماية أو العلاج والقدرة على التشكل والتغير لقدرة الثعبان على تغير جلده وربما كانت التصورات الحالية عن الثعابين يغلب عليها أنها كائنات قاتلة تنشر سمها في جميع الأنحاء ولكن الأسلاف من شتى الحضارات يختلفون مع هذا التصور السائد لأنهم قدسوا الثعابين وقدروا الثعابين لعقود من الزمان لأسباب مختلفة.
كان في الحضارة المصرية القديمة بعض القناعات التي ساعدت الثعابين على تقلد تلك المكانة التاريخية حيث ساد الإيمان بأن كل موجود في الحياة له دوره المهم في توازن الكون والثعبان في الثقافة المصرية كان له دوران مهمان إيجابياً وسلبياً والدور الإيجابي تكثل في الإلهة “وأجت” والتي جسدها المصريون القدماء على شكل ثعبان “كوبرا” ولها بعض النقوش في “معبد الأقصر” في مصر وكان دور الإلهة “واجت” الرئيسي هو الحماية حماية مصر السفلى وحماية الملوك والنساء وقت الولادة.
كانت مكانة الإلهة “واجت” الوقائية في مصر القديمة كانت عالية ومهمة وجسدها المصريون القدماء في نقوشهم بأكثر من شكل مثل إمرأة برأسين ثعبان أو ثعبان برأس أمرأة ومن أسمائها المهمة (عين حورس وعين رع) وكان على الملك الذي يحكم مصر إرتداء التاج الموضوع على مقدمته ثعبان الكوبرا ليكون الحامي له والمدافع عنه أمام أعدائه وعلى الجانب الأخر كان للثعبان دور هام في الثقافة المصرية القديمة ولكنه في هذه المرة مجسد للظلام والفوضى الثعبان “أبيب” خصم الإله رع في رحلته اليومية بمركبة السماوي.
في الثقافة المصرية القديمة أمنت أن الإله رع عندما يحل الظلام يأخذ مركبته السماوي لمعركته اليومية وعليه الإنتصار فيها حتى تشرق الشمس ويحل الصباح على مصر في اليوم التالي وتسسمر الحياة وفي تلك المعركة السماوية يحارب الإله “رع” الثعبان “أبيب” أو “أبوفيس” والذي يجسد الفوضى والدور الذي يقوم به الثعبان في تلك المعركة هام للغاية لأن المصريين القدماء أمنوا ان النظام ينبع من الفوضى وحتى النظام والعدل تجب محاربة الظلام وقهره إلى جانب المصريين القدماء كانوا يقدرون الثعبان “أبو فيس” فالعدو الذي يخوض حرباً ضد الغله “رع” لا بد أن يكون خصماً جديراً.