مدینتنا.. حوصرت في الظھیرة
مدینتنا اكتشفت وجھھا في الحصار
لقد كذب اللون،
لا شأن لي یا أسیره
بشمس تلمّع أوسمة الفاتحین
و أحذیة الراقصین
و لا شأن لي یا شوارع إلا
بأرقام موتاك
فاحترقي كالظھیرة
كأنك طالعة من كتاب المراثي
ثقوب من الضوء في وجھك الساحليّ
تعید جبیني إليّ
و تملأني بالحماس القدیم إلى أبويّ
و ما كنت أؤمن إلاّ..
بما یجعل القلب مقھى و سوق
و لكنني خارج من مسامیر ھذا الصلیب
لأبحث عن مصدر آخر للبروق
وشكل جدید لوجھ الحبیب
رأیت الشوارع تقتل أسماءھا
و ترتیبھا
و أنت تظلین في الشرفة النازلة
إلى القاع
عینین من دون وجه
و لكن صوتك یخترق اللوحة الذابلة
مدینتنا حوصرت في الظھیرة
مدینتنا اكتشفت وجھھا في الحصار.