غير طريقة تفكيرك المالية: هذه الخطوة الأولى والهامة لتحقيق أي من الخطوات الأخرى، اجعل التوفير أولوية بالنسبة لك، لأنك إن لم تفعل، سيكون هناك دائماً سبباً ما أو شيئاً ما لتنفق أموالك عليه
هل أنت من الناس الذين يتلقون الراتب الشهري ذاته كل شهر، ثم يقومون بالإنفاق دون تخطيط حتى ليجدوا أنفسهم وقد نفذ راتبهم قبل حتى أن يأخذوا راتب الشهر الجديد، منفقين كل ما يجنون شهرياً، في أحسن الأحوال، فقط لتجنب التورط في الديون، وبدون أن يتمكنوا من ادخار أي مما يجنون لمستقبلهم.
كيف يمكنك كسر هذه الحلقة، التخلص من طريقة العيش بانتظار الراتب المقبل، وكيف يمكنك التوجه نحو تحرير نفسك مالياً؟
يبدو الجواب هنا سهلاً وبسيطاً: عليك بجني مال اكثر، أو تقليل نفقاتك، أو الاثنان معاً.
الحقيقة أن الطريقة الأضمن والأنجح هي السيطرة على النفقات، ذلك أنك حتى لو زاد راتبك وما تجني من مال، فبدون السيطرة على عادات الإنفاق لديك، ستجد نفسك تصرف هذه الزيادة، دون أن تحسن من وضعك السابق.
إليك بعض الاقتراحات والاستراتيجيات التي ستساعدك على البدء ببرنامج ادخار والتوجه نحو التحرر المالي:
1- غير طريقة تفكيرك المالية: هذه الخطوة الأولى والهامة لتحقيق أي من الخطوات الأخرى، اجعل التوفير أولوية بالنسبة لك، لأنك إن لم تفعل، سيكون هناك دائماً سبباً ما أو شيئاً ما لتنفق أموالك عليه.
2- قم بتسجيل ومراقبة نفقاتك: هل تعرف أين تنفق أموالك كل شهر؟ يمكنك استخدام الأسلوب القديم بتدوين كل نفقاتك في دفتر، أو استخدام تطبيق على هاتفك الذكي يقوم بنفس العمل، وهنا عليك إدراج جميع النفقات التفصيلية والتي قد تبدو تافهة مثل شراء قطع من الشوكولا، أو نفقات مواصلاتك، أو حتى المشروبات الغازية والقهوة، بدون أن تنس تقييد أي مدفوعات قمت بها خلال الشهر، لتحصل على مجموع مفصل لنفقاتك، فتعرف بذلك اين تذهب أموالك التي تنفقها في كل شهر.
3- تحديد اولويات الانفاق لديك: ابدأ بتصنيف أولويات الإنفاق الضرورية مثل أجار منزلك او قسط القرض للبنك، الفكرة هنا هي بفصل ما “تحتاج” لإنفاقه، عما “تريد” إنفاقه، في قوائم منفصلة، ثم تمعن في قائمة ما تحتاج لإنفاقه، فقد تجد فيها ما تستطيع حذفه أو نقله إلى قائمة المشتريات غير الضرورية، محققاُ بذلك توفيراً في تلك النفقات.
4- وضع ميزانية واقعية: عليك أولاً القيام شهرياً بتقسيم دخلك على جميع احتياجاتك الضرورية، ثم تضع جانبا مبلغا معينا لتدخره، ومهما كان هذا المبلغ قليلاً،سيكون هذا بداية جيدة نحو التحول إلى عقلية الادخار، بعدها يمكنك استخدام ما بقي من راتبك بتقسيمه على الأشياء التي “تريد” شراءها، والمهم هنا في تحديد ميزانيتك ان تكون واقعياً، بحيث تكون متناسبة مع دخلك.
5- البحث عن فرص للادخار: انظر حولك، يمكنك التوفير والادخار في تفاصيل كثيرة في حياتك بداية بتوفير الطاقة، وحتى توفير المشتريات، ومهما كان مبلغ التوفير بسيطاً، فإن هذه الطريقة ستساعدك على تبني عقلية تتوجه للادخار والتوفير، وتذكر دائماً أن التوفير مرتبط بوجهة نظرك عنه، مثلاً ليس عليك أن تشتري شيئاً، (لاتحتاجه فعلاً)، فقط لأن عليه حسم ما!
6- ابحث عن عمل إضافي: إن تحقيق دخل إضافي يساعدك في توفير مبلغ أكبر، يمكنك العمل في عمل آخر في فترة بعد الظهر، أو يمكنك بيع بعض أغراضك التي لا تحتاجها، وادخار ثمنها، ولكن هذه الخطوة لن تكون ذات أهمية حقيقية إلا إن كنت قد اتبعت الخطوات السابقة في طريقة إنفاقك، وإلا فقد تجد نفسك منفقاً لكل ما تجني.أنها خطوات هامة لتحقق النجاح.
وكما ذكرنا أعلاه فإن الخطوة الأولى هي الأكثر أهمية، فهل أنت مستعد للقيام ببعض التنازلات من أجل أهداف مستقبلية بعيدة المدى؟اذا كان جوابك بالإيجاب فهنيئاً لك، أما اذا لم تكن تستطيع ذلك الآن، فتذكر أن هذا الأمر سيصبح تحقيقه أصعب عليك مع مرور الوقت.