ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒﻮﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻋﻬﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﺪﻭﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﻧﻬﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻭﻗﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻠﺒﻮﺳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻛﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ — ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻬﻢ . ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﺠﻖ ( ﻻﺣﻘﺎ ﺳﻤﻴﺖ ﻭﻻﻳﺔ ) ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ؛ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ، ﻭﺃﺩﺧﻠﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻣﻌﻘﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ . ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﺓ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺮﻭﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻣﻊ ﻗﻮﻯ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﻭﺍﻷﻭﺑﺌﺔ . ﻓﺎﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﻓﻴﺔ ﺃﺿﺤﺖ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻼﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ . ﻭﺧﻼﻝ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﺃﺗﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻳﻬﻮﺩ ﺳﻔﺎﺭﺩﻳﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ . ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ . ﻓﺎﻟﺒﻮﺳﻨﻴﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﺎﻥ ( ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ) ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺗﺤﺖ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻓﺮﻣﺎﻥ ﺭﺳﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ . ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ – ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻘﻮﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﺳﻚ ﻭﺩﺭﻳﻨﺎ – ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﻭﺷﻬﺪﻭﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ . ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻤﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ، ﺧﻔﻒ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻛﻮﻻﻳﺔ ﺣﺪﻭﺩﻳﺔ، ﻭﺷﻬﺪﺕ ﻧﻤﻮﺍ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﺍ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ . ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺪﻥ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻛﺴﺮﺍﻳﻴﻔﻮ ﻭﻣﻮﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺤﺖ ﻣﻦ ﻛﺒﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻭﻗﺪ ﺷﻴﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻥ ( ﻣﺜﻞ ﺟﺴﺮ ﺳﺘﺎﺭﻱ ﻣﻮﺳﺖ ﻭﻣﺴﺠﺪ ﻏﺎﺯﯼ ﺧﺴﺮﻭ ﺑﯿﮓ ) . ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻴﻴﻦ ﻟﻌﺒﻮﺍ ﺃﺩﻭﺍﺭﺍ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ . ﻓﺎﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻴﻴﻦ ﺷﻜﻠﻮﺍ ﺟﺰﺀﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻲ ﻣﻮﻫﺎﺝ ﻭﻛﺮﺑﺎﻓﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺮ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺆﺯﺭ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺭﺗﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻧﺎﻟﻮﺍ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻛﻘﻮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻞ ﻭﺃﻣﺮﺍﺀ ﺟﻴﻮﺵ ﻭﻭﺯﺭﺍﺀ . ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺑﻠﻐﺎﺕ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻭﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﺎﺭﺳﻴﺔ . ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺗﺤﺎﺻﺮ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻛﺎﺭﻟﻮﻓﻴﺘﺰ ﺳﻨﺔ 1699 ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﻠﺼﺖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﺳﻨﺠﻖ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ . ﺛﻢ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ . ﻓﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻗﻮﺑﻞ ﺑﻌﺪﺍﺀ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﺎﺋﻼ ﺩﻭﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺗﻬﻢ . ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﻊ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻟﻠﺪﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺗﻮﺟﺖ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ( ﻭﺇﻥ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻩ ﺣﺴﻴﻦ ﻛﺮﺍﺩﺍﺳﻔﻴﺘﺶ ﺳﻨﺔ .1831 ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺳﻨﺔ 1850 ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺇﺧﻤﺎﺩ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ . ﻓﺎﻧﺪﻟﻌﺖ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﻌﻠﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻬﺮﺳﻜﻴﻴﻦ، ﻭﻫﻲ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﻟﻠﻔﻼﺣﻴﻦ ﺳﻨﺔ .1875 ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎﺗﻄﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ، ﻣﻤﺎ ﺃﺟﺒﺮ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﺳﻨﺔ .1878