محتويات المقال
من هو المهلهل هو أبو ليلى عدي بن ربيعة التغلبي أخو كليب وائل وجد عمرو بن كلثوم لأمه، وقيل: إنه خال امرئ القيس الشاعر. وزعموا أنه سِّمي ً مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقَّه.
وعرف بالشجاعة والإقدام، غري أن ابن سلام يقول: «وزعمت العرب أنه كان يتكثر ويدعي في قوله بأكثر من فعله».
وكان يقضي أوقاته في اللهو ومعاقرة الخمر ومصاحبة النساء، فلقبه أخوه كليب «زير النساء» أي كثري الزيارة لهن.
ولم يكن ينظم من الشعر إلا بعض أبيات في الغزل والملاهي حتى قُتل أخوه فأهابت به عاطفة الحزن فنظم القصائد الطوال في رثاء أخيه.
ونشبت حرب البسوس بعد مقتل كليب بني تغلب وبكر فأبلى فيها المهلهل بلاءً حسناً حتى مات.
أشعار متفرقة في كتب الأدب كلها في رثاء أخيه كليب وتوعد قاتليه، وقد نحله القصاصون ديوان شعر ورواية تعرف «بقصة الزير».
فيهما من ركيك العبارة، وسخيف النظم، وضعف التأليف ما يتبرأ منه المهلهل.
نسب إلى المهلهل شعر في الغزل ولكنه قليل، وفي الأغاني أنه أول من استعمل الغزل في الشعر، غري أن ميزته الشعرية ليست في غزله؛ بل في رثائه تفجعه على اخيه، وفي رقة
عاطفته التي أكسبت شعره سهولةً ولينًا حتى ليدهشنا أن نجدها في شاعر جاهلي قديم عاش هو والشنفرى في عصر واحد بعدما رأينا ما في شعر هذا البدوي الخشن من متانة وشدة أسر.
وجملة القول أن المهلهل شاعر العاطفة في رثائه وتفجعاته المتصاعدة تكرارا، شاعر الغلو في تهديده وادعائه.
وهو يمثل أحسن تمثيل رقة الشعر في قبائل ربيعة، وتأثر الإقليم والنشأة وعيشة الترف في البدوي.
وما للعوامل النفسانية حزنا او سروراً من أثر في العاطفة.
وفي الشعر الذي يستقطر من تلك العاطفة، ويعد من الطبقة الثانية في شعراء الجاهلية.
اختلفت الروايات في موته، فابن قتيبة يقول في كتابه «الشعر والشعراء» إنه مات في أسر عوف بن مالك بن ضبيعة في البحرين.
ومنهم من يقول إنه مات عند أخواله من بني يشكر بعدما شاخ وضجر من الحرب.
وابن الكلبي يقول: بل قتله عبدان كانا يخدمانه فمَّلا َّ منه وكان قد أسن َّ وخرف.
ونسب للمهلهل أنه ملا أحس أن العبدين يريدان قتله أوصاهما أن ينشدا ابنته سليمى بيتًا من الشعر، وهو:
من مبلغ ِ الأقوام أن مهلهلا لله دركما ودر ابيكما.
j.b