محتويات المقال
ظل موضوع تعبير عن القدس من أهم الموضوعات التي لامست مشاعر العرب والمسلمين منذ العصور الوسطى حتى الوقت الحاضر.
فقد تعرضت المدينة المقدسة للاحتلال الفرنجي (الصليبي) في العضور الوسطى، وقام الفرنج الأوروبيون بتصفية جسدية وعرقية لأهالي المدينة المقدسة .
حتى أن فوشية دي شارتر مؤرخ الحملة الأولى قال : أن القدم كانت تغوص حتى الكاحل في دماء المسلمين داخل حرم المسجد الأقصى .
أما المؤرخ الفرنجي وليم الصوري فقد قال : لم يكن باستطاعتك تمييز شخصيات جنودنا، لأنهم كانوا ملطخين بالدماء من أعلى الرأس حتى اخمص القدم .
هكذا فعل الغربيون بنا، وعانى أهلنا من الظلم ،والتعسف والجور والقتل والاحتلال الاستعماري الاستيطاني سنوات عديدة. ولم نتخلص من هذا الاحتلال إلا بالوحدة .
وحدة صلاح الدين التي ضمت مصر والشام والعراق والحجاز واليمن، وكان النصر لنا في حطين سنة 583 هـ/1187م وتحرير المدينة المقدسة .
وهنا تظهر سماحة الإسلام وتسامحه واعتداله وروحه السمحة المتسامحة النبيلة، فلم ينتقم المسلمون من الفرنج ،بل سمحوا لهم بالخروج من المدينة المقدسة بحرية تامة .
فالمسلمون لم يقوموا بأية مذبحة في كل تاريخهم الطويل، بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الأخيار أوصوا جنودهم أن لا يقتلوا شيخاَ ولا طفلاً ولا امرأة ، وأدق لا يهدموا
كنيسة أو ديرا، وأن يعاملوا القسس والرهبان بالسماحة والمعاملة الحسنة، وكان الرسول صلي الله عليه قد أعطى اليهود في المدينة المنورة حقوقا مدنية وسياسية غير
منقوصة، وعاملهم معاملة حسنة، هكذا فعل المسلمون مع النصارى في بلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا والاْندلس وبقية اْنحاء العالم .
ما كنا ولن نكون قتلة، بل جعل المسلمون الدخول في الإسلام خيارا للشخص دون ضغط أو خوف، قال تعالى ” لا إكراه في الدين ” .
ونحن اليوم نعاني من ظلم واستبداد اليهود في فلسطينْ واحتلالهم للقدس منذ سنة 1679م .
فالمؤسسات الإسلامية والمسيحية تنوء تحت الاحتلال الصهيوني في القدس الخالدة .
فإذا كان أجدادنا في الماضي قد كتبوا الكثير عن القدس، وذكروا فضائلها ومحاسنها، وما ألمّ بها من ظروف وحوادث واحتلال.
فنحن اليوم أحوج ما نكون إلى تأليف العديد من الكتب عن المدينة المقدسة، لإبراز الدور البهر والمشرف للعرب والمسلمين في القدس الشريف. حتى تبقى ذكراها خالدة متجددة في أفئدة أبنائنا وبناتنا، ليعملوا على تحريرها من أيدىِ الغاصبين الصهاينة، تماما كما حررها الأجداد من أيدي الفرنجة (الصليبيين) في العصور الوسطى .
فالقد أعادها الأجداد بالجهاد والبذل والدماء، والقدس اليوم لن تعود إلا بالجهاد والتضحية والفداء، لأن اليهود المغتصبين المتشددين لا يريدون الخروج من القدس لزعمهم أنها عاصمتهم الأبدية . ولكنهم سيخرجون منها بعون الله بهمة أبنائنا وشهدائنا، وتصميم وصبر شعوبنا وامتنا الواحدة ، والله من وراء القصد .
j.b