من هو سيد القراء من صحابة النبي، يحاول الكثير من المسلمين البحث في عن سيرة النبي صلى اللّه عليه وسلم، والتعرف عن سيرة الصحابة من خلالها والمواقف التي مرت بحياتهم خلال صحبتهم مع النبي عليه افضل الصلاة والسلام، ولمعرفة اجابة السؤال علينا بالأول أن نتعرف على الصحابة الذين كان برفقة الرسول وآمنو برسالته النبوية، وكانو الصحابة يجاهدون ويسعون لنشر رسالة الرسول وهي الاسلام، والدفاع عنها من خلال مشاركتهم في الغزوات التي يخوضها.وسوف نتعرف هنا على من خلال موقعنا على هذا الصحابي وسبب إعطائه هذا اللقب.
معنى الصحابي هو مصطلح يطلق على كل من قابل الرسول وآمن بكل ما يأتي به، حتى لو لم يراه لأسباب متعددة (مثل العمى)، فإن كل من يرافقه يسمى رفيقًا، فيطلق عليه إسم الصحابي العظيم، ولكن بشرط أن يموت على دين الإسلام حتى وإن كان يقضي حياته قبل ذلك في الكفر ثم عاد إلى الإسلام لأنه أصبح صحابي، فالشرط هنا أن يكون قد أمن بكل شيء عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قبل أن يموت، وانتشرت الكلمة في العصر الإسلامي، على الرغم من أنها لم تكن معروفة في أيام الجاهلية قبل الإسلام، وبعد وفاة الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ظهر مصطلح “التابع” بعدما انتهى مصطلح “الصحابي”، والتابع هو من تبع الرسول الكريم صل اللّه عليه وسلم.
وهو الصحابي الجليل أبي بن كعب بن قيس بن زيد الخزرجي رضي اللّه عنه، الملقب بأبي الطفيل، وكان المقربين للنبي، وكان رجلاً حافظاً لكتاب عاملاً به جامعاً له،ولقد أختاره النبي محمد ليكون الكاتب الأول للوحي الأنصار، واكب كل الأحداث برفقة النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكان من الأشخاص الأربعة الذين جمعوا القرآن في زمن النبي محمد، اضافة إلى روايته الحديث عن الصحابة مثل أنس اب مالك وابن عباس رضي اللّه عنهما.
كان أبي بن كعب جامع ومدون للقرآن الكريم وحافظاً له، وذلك لدوره المهم في جمع وحفظ القرآن الكريم، وقد وردت العديد من الأحاديث المتعلقة بذلك، ومن هذه الأحاديث الأتي:
• عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا أبا المنذر، أتدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معك أعظم؟ ” قال : قلتُ : الله ورسولُه أعلم . قال : “يا أبا المنذرِ، أتدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معك أعظمُ؟” قال : قلت :” اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ” [البقرة : 255]. قال : فضرب في صدري، وقال : “والله ليَهْنِك العلمُ أبا المنذرِ “.
• عن أبي هريرة: “أن رسول الله خرج على أبي بن كعب، فقال رسول الله: “يا أُبيّ” وهو يصلي، فالتفت أبي ولم يجبه، وصلى أبيّ فخفف ثم انصرف إلى رسول الله، فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله: “ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟” فقال: يا رسول الله، إني كنت في الصلاة، قال: أفلم تجد فيما أوحي إليَّ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:24]؟ قال: بلى، ولا أعود إن شاء الله”.
• عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: خُذُوا القرآن مِنْ أَرْبَعةٍ: مِِنِ ابْنِ أُمِّ عبْدٍ -فَبَدَأَ بِهِ- وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وسالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبُخَارِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
كان أبي بن كعب الملقب بأبي المنذر أو أبو الطفيل شديد الإهتمام بالقرآن الكريم، وهو أنصاري من الذين بايعوا الرسول- صلى الله عليه وسلم، في بيعة الحقبة الثانية، وحينما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة أخىّ النبي بينه وبين طلحه، وكان عالماً مثفقهاً في كتاب اللّه، وأخذ العلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وشارك في العديد من الغزوات معه وهذا يدل على شجاعة أبي بن كعب وحرصه الشديد على المحافظة على الإسلام ونشره، وبعد وفاة النبي فرغ نفسه للعبادة وتفقيه الناس في الأمور الدينية.
لقد تعرض أبي بن كعب لمرض شديد في أيامه الأخيرة، وتوفي على إثره في المدينة المنورة، وقد أختلف علماء الأمة الإسلامية على سنة وفاته، حيث قيل أنه توفى عام أثنتين وثلاثين في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وقيل في العام التاسع عشر من الهجرة، هذا والله أعلم، والراجح والأصح هو أنه توفي في العام الثلاثين من الهجرة، وقد شهد عتي بن ضَمرة يوم وفاته، فقال: “رأيَتُ أهَّل المَدينّة يمُوجُون فيِ سَككهَم، فَقُلتُ: “ما شََأنَ هَؤُلاءَ؟”، فَقالَ بَعضَهُمْ: «مَا أنَتَ مِنَ أهَلِ البَلدِ؟”، قُلتَُ: «لا»، قَال: “فإنهُ قَد ماتَ اليَوُم سَيّد المُسلِميِنْ، أبيّ بن كعب”.
وفي نهاية المقال نكون قد تعرفنا على من هو سيد القراء، ومن هم الصحابة الكرام في عهده، ومعرفة سبب تسمية سيد القراء بهذا الاسم، وبعض الأحاديث التي وردت عنه في حياته،وما حدث وقت وفاته، ووالعالم الذي توفي فيه.