خلق الله الإنسان وفضله على بقية المخلوقات بالعقل ليدرك به الأشياء ويستعين به على أداء الأمانة الثقيلة والمهمة العظيمة التي كلفه الله تعالى بها إلا أن عقل الإنسان قد يقع فريسة للأهواء والرغبات لذلك إقتضت حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أن ينزل للناس كتباً ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
حكم الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بالكتب السماوية التي أوحى الله بها إلى رسله ركن من أركان العقيدة الإسلامية وأساس من أسسها لذلك قال الله تعالى مخاطباً للمؤمنين ” يا أيها الذيم آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً “.
فأوجب الله تعالى في هذه الآية على كل مسلم أن يؤمن بالكتب المنزله على رسله عليهم السلام، وفي الصحيحين أن جبريل عليه السلام سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الإيمان فقال: “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر”. وعليه فإن من لم يؤمن بهذه الكتب أو بأحدها فإنه يعد كافراً لمخالفته النصوص الشرعية الثابتة والواضحة الدلالة في وجوب الإيمان بها.
والإيمان الطلوب بهذه الكتب هو على سبيل الإجمال وإنها في أصولها منزلة من عند الله عزوجل.