– سنن الله في المجتمعات
– اهتمّ القرآن الكريم ببيان سنن الله قي المجتمعات، وأعطى مساحة كبيرة للحديث عن قصص الأمم الماضية، لنسخلص منها العبرة والعظة، ولنتعرف على سنن الله تعالى في بناء الحضارات وفنائها .
– السنن التي ذكرها القرآن الكريم
– سنّة الغيير :
– وهي السنة التي أشارت إليها الآية الكريمة: ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) [الرعد: ١١]، فهذه الآية تبين أن تغيير حال المجتمعات من الضعف إلى القوة، ومن التأخرإلى التقدم، مرتبط بأن يغير الناس ما في نفوسهم من قيم وأفكار ومفاهيم ومشاعر .
– سنّة الصراع بين الحق والباطل :
– من سنن الله أن يكون أهل الحق في صراع دائم مع أهل الباطل، وقوفاً في وجه الظلم، ودفاعاً عن المستضعفين، وهذا الصراع مهم لأهل الحق؛ لأنه يستثيرُ طاقاتهم في مواجهة الباطل، ويزيد تمسكهم بالحق والثبات عليه، قال تعالى: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ). [البقرة: ٢٥١].
– استخلاف الصالحين في الأرض :
– وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ). [ النور: ٥٥] .
– فالآية تَعِدُ المجتمعات التي تتصف بالإيمان والعمل الصالح أن ينال المكانه الرفيعة في الأرض، وأن تظهر على غيرها، ويمشل العمل الصالح كل مجالات الحياة كإقامة العدل، ونشر الخير، ومنع الظلم، حينيلتزم المسلمون بالإيمان والعمل الصالح، مكَّن الله لهم في الأرض، وفتحوا الدنيا مشارقها ومغاربها .
– عاقبة الظلم :
– وهو ما أشارت إليه قوله تعالى: ( وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا ). [ الكهف: ٥٩ ] .
– فانتشار الظلم في مجتمع ما يؤدي إلى إنهياره؛ لما ينشأ عنه من ضياع الحقوق، وتسلط القوي على الضعيف، وعدم المساواة بين الناس أمام القانون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ” .