من أين تأتي الشاعرية
يتساءل محمود درويش في ” جدارية ” عن مصدر الشاعرية و يقول ” من أين تأتي الشاعرية من ذكاء القلب أم من فطرة الإحساس بالمجهول أم من وردة حمراء في الصحراء لا الشخصي شخصي و لا الكوني كوني و قد أحالني قوله ذهب إلى عبارة كان قالها في إحدى المقابلات التي أجريت معه و وظفها شاكر النابلسي في دراسته المعروفة مجنون التراب دراسة في شعر و فكر محمود درويش و العبارة هي ” أنا أعتبر أن المصدر الأول للشعر في تجربتي الشخصية و هو الواقع و اخلق رموزي من هذا الواقع فرموزي خاصة بي حيث لا يستطيع الناقد أوالقارئ أن يحيل رموزي إلى مرجعية سابقة اي أنني أحول اليومي إلى رمزي الواقع هو مصدر رئيسي لشعري و قد تحيلنا هذه العبارة إلى اللقاء الذي نشر مع الشاعر في مجلة ” مشارف” في عددها الثالث يوم سأله عباس بيضون عن بعض الصور الغامضة في مجموعة لماذا تركت الحصان و حيدا و تحديدا الصورة التي ترد في قصيدة ” تعاليم حورية” و خبز للسماق عرف ألديك أعرف ما يخرب قلبك االمثقوب بالطاووس” و قد قال محمود درويش في اللقاء عن مصدر الصورة ليست دائما ذات مرجع ذهني قد أكون من حديقة الحيوانات و الطاووس أعني ألوانه مروحته اللونية إخترقتني من و ظائف الشعر و هذا ما تعلمنا من لوركا تغير الحواس و قد أكون حينها أكتب هذه القصدية و دخل الطاووس فيها لكني لا أعتقد أن هذا خرب القصيدة هناك أيضا المطبوخ بعرف ألديك و حين يعقب عباس بيضون قائلا هذه الصورة ممكنة التخيل يجيب الشاعر يعني أن ألوان الطاووس تخترق مأنها تثقبه ليس عندي دفاع علمي عن هذه الصورة.