هل يكرر درويش نفسه

يرى محمود درويش نفسه كما يذهب حسن خضر في مقالته ديوان محمود درويش الجديد “جدارية” التاريخ عدو الموت الشعر يوشي الزمن بذهب الخلود و يرى الشعار محمود درويش بأن الشعر قد قال كل شيء و بان ما يفعله الشعراء المعاصرون لا يتجاوز التعليق على النصوص الكبرى في التاريخ أو إعادة إنتاجها و كلام درويش هذا يذكر المرء بأقوال شعراء و كتاب عرب قدامى كما أنه يذكرهم بمقولات شعراء عالميين و لا يخفى على قارئ الشعر الجاهلي مقولة عنترة هل غادر الشعراء من متردم تماما كما لا يخفى على قارئ النقد العربي القديم مقولات مثل ما أرانا نقول إلا معادا مكرورا أو المعاني مطروحة في الطريق و إنما الشاعر المفلق هو يجيد صياغتها و ربما يتذكر المرء هنا مقولة الأديب الألماني (غوته) التي تنص” ليس المؤلفون الحقيقيون للعصر الحديث مؤلفين حقيقين لأهم أبرزوا شيئا جديدا و إنما هم مؤلفون حقيقيون لأنهم أقوياء و متمكنون من ان يقولواالأشياء بطريقة تظهر الأشياء فيها كما لو إنها ” تقال لأول مرة و إذا كان الشعراء المعاصرون في شعرهم لا يتجاوزون التعليق على النصوص الكبرى في التاريخ أو إعادة إنتاجها كما يذهب درويش فإننا قد نذهب و نحن نقرأ الجدارية إلى أن درويش إلى حد ما لا يتجاوز التعليق على نصوصه السابقة و لا يتجاوز إعادة إنتاجها و لكنه في ذلك يحقق قول ( غوته) لقد أبرز شيئا قديما بطريقة مفنية موفقة ليبدوا هذا الشيء كما   لو أنه يبرز لأول مرة و لتكون أرض قصيدته خضراء عالية صو ليست هذه هي المرة الأولى التي يكرر فيها درويش ( موتيفات)قديمة بصيغة جيدية لقد توقفت شخصيا أمام هذا في كتابه ” أدب المقاومة من تفاؤل البدايات إلى خيبة النهايات” و تحديدا حين تناولت صورة الأخر في أشعاره صورة ريتا و صورة الجندي الإسرائيلي و على الرغم مما سبق تدفع جدارية الشاعر قارئها إلى مواصلة فعل القراءة حتى يفرغ من السطر الأخير و يشعر القارئ للوهلة الأولى انه يقرأ نصا جديدايختلف عن نصوص درويش السابقة و قد يذهب بعض القراء إلى ما هو أبعد من ذلك و يرون ان درويش أعاد للشعر إعتباره و هذا ما ذهب إليه النقاد في ملتفى الشقيف الشعري في عام 1980 يوم القى الشاعر قصيدة بيروت و ليس هناك شك في سك في أن أنصار الشعر الغنائي أول من سيذهبون هذا الملعب فدرويش كأنما ما  قاله الشاعر العربي القديم تغن بالشعر إما كنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار.

• هل يكرر درويش نفسه