طبيعة التعلم
إذا نظرنا إلى المجتمع فهو معلم ومتعلم معاً لأن الفرد يبدأ بالتعلم منذ ولادته حتى مماته إذ يحدث التعلم لدى الإنسان دائماً وفي كل مكان ومن أهم مظاهر السلوك الإنساني هو نتيجة تفاعل بين خصائص الفرد وبيئته فعندما يمارس الفرد التعلم فإنه يدرك ويتذكر ويفكر ويستفيد عن طريق خبراته وتجاربه وتفاعله مع الآخرين وما يكتسبه من المعلومات والمهارات والميول والإتجاهات وما يكتسبه من مصطلحات وإستراتيجيات وبذلك فهو يكتسب الأنماط السلوكية عن طريق التعلم ففي كل موقف جديد يمر به الفرد تحدث بعض التعديلات على سلوكه كما قد يسفر عن تدعيم سلوك قديم أو إكتساب معلومات جديدة والواقع فإن عملية التعلم عملية أساسية في الحياة فكل إنسان يتعلم وفي أثناء تعليمه ينمي أنماط سلوكه فيعدله نحو الأحسن وقد يكون سبباً في تقدمه وبالتالي يكون المتعلم تغيراً في التنظيم المعرفي عن طريق تزويد الإنسان بالخبرات والمعارف والمعلومات وتفاعله مع الآخرين وبذلك فإن أهمية التعلم تبرز في أنه يكمن وراء كل ما لدينا من مشاعر وميول وإتجاهات أن فهمنا لما يدور من حولنا من مواقف وأحداث يستند إلى ما إكتسبناه من خبرات من البيئة التي نعيش فيها، وبذلك فإن كل ما يحمله الإنسان عن آراء ومعتقدات وقيم تشكل أنماط حياته إنما هي مجموعة من الخبرات المتراكمة عن طريق التعلم، إن فهم طبيعة التعلم من المشاكل التي تواجه العاملين في ميدان علم التربية والتعليم فلا تزال هذه المشكلة مدار بحث العلماء والخبراء من أجل إكتشاف هذه الطبيعة الغامضة والتي لا يزال غموضها موجوداً في بعض جوانبها.