مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

الرفيق المجهول

حكاية الرفيق المجهول

كان أمين جالسا بالقرب من أبيه المريض الراقد في فراشه فرأه يحرك رأسه و يلتفت إليه و يقول يا بني إنك و لد طيب و إني أموت و أنا راضي عنك فأصنع الخير دائما و الله يرعاكو لم يستطع الأب أن يتم حديثه فقد مال رأسه و فارقت روحه جسده و أصبح من الأموات مسكين أمين لقد صار يتيما و حيدا في هذه الدنيا و هو لا يزال في السادسة عشرة من عمره فماذا يفعل في هذه المصيبة الكبيرة التي نزلت به لقد سحب الغطاء على والده الميت و قبل يده و أخذ يبكي بدموع حارة حتى غلبه التعب فأسند رأسه إلى طرف السرير الراقد عليه أبوه و إستغرق في النوم و في نومه رأى حلما عجيبا رأى الشمس تضحك له و القمر ينحني امامه و فتاه جميلة تقترب منه ووالده يشير إليها و يقول هذه عروسك يا ولدي إنها أجمل البنات خلقا و خلقا صحا أمين فلم يجد شمسا ضاحكة و لا قمرا منحنيا ولا عروسا جميلة و عندما رأى نفسه وحيدا في الغرفة الواسطة و أمامه والده ميتا في فراشه و بعد أن دفن الميت و عاد أمين إلى البيت و جده خاليا مقبضا فباعه و ترك المدينة التي لم يبقي له فيها قريب و مر بقبر أبيه فوقف بخشوع و قال نم مستريحا يا أبي سأكون طيب القلب كما كنت أنت و سأعيش كما ربيتني و سأحب الناس جميعا و أقدم لهم ما أستطيعمن مساعدة ثم إنصرف راضي النفس و صار يمشي بين الحقول حتى أوشكت الشمس أن تغيب فجلس على كمة من القش و جعل ينظر إلى السماء التي صبغها الشفق بلونه الأحمر و إلى الزرع الناضر الذي يحيط به و الأزهار التي إختلفت أشكالها و ألوانها و إلى جدول الماء الصافي الذي تدلت فوقه الأغصان كانها تريد ان تصافحه.

Exit mobile version