مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

جحا و الحمار الناقص

قصة جحا و الحمار الناقص

كان من عادة أهل بلدة جحا أن يتناوبوا في الذهاب من بلدتهم إلى البلدة المجاورة و التي تبعد عن بلدتهم بضعة كيلومترات لطحن القمح كل أسبوع و في يوم جاءت نوبة جحا و قد جمع أهالي البلدة تسع حمير محملة بالقمح و إقترب عمدة البلدة من جحا وقال إليك يا جحا تسعة حمير إياك أن تفقد واحدا منها في الطريق فرد حجا عليه قائلا : إطمئن سأذهب و أعوذ بسرعة بالدقيق المطحون لنصنع الفطائر و الخبز ثم ودعه أهل البلدة و سار جحا بالحمير بعد أن ركب أحدها و في الطريق خطر له أن يعد الحمير و فوجى بانها ثمانية فقط فضاع صوابه و أخذ بنظر يمينه وشماله دون جدوى و إعتقد ان حمار ضاع و خاف من أهل البلدة صاح جحا بالحمير فوقفت ثم نزل عن حماره و أخذ ينظر هنا و هناك و خلف الأشجار ثم عاد و عدها ثانيا فوجدها تسعة بالتمام و الكمال فقال سبحان الله لقد أخطأت الحساب في المرة الأولى ركب جحا حماره و قاد باقي الحمير ليواصل مهمته و بعد قليل فكر ان يعد الحمير مرة أخرى فإذا بها بثمانية حمير فقط فقال في نفسه مندهشا ما هذه اللعبة السخيفة التي يلعبها معي هذا الحمار التائه نزل جحا من على ظهر حماره و أخذ يعدها من جديد فوجدها تسعة فكاد يجن و فكر جحا في أن يكون هناك من يداعبه و هو ينظر إلى الحمير قائلا سأرى الأن كيف يختفي الحمارو بعد قليل ركب جحا حماره و ساق باقي الحمير امامه و في الطريق أخذ يعد الحمير فوجدها ثمانية فتوقف عن السير و إذا برجل عجوز يقبل على جحا سأل الرجل عن حال جحا و ما سبب حيرته قال جحا ألا يكفيني الناس حتى الحمير تريد أن تعبث بي ثم نزل من فوق حماره قال الرجل و ما شأن الحمير بك إنها لا تفهم شيئا قال جحا كيف و هناك حمار يختفى و يظهر علم الرجل بما حدث لجحا فضحك و قال لقد عددت الحمير فوجدتها تسعة بالتمام و بالكمال هيا إركب حمارك وتوكل على الله ولا تجعل الوهم يسيطر عليك ركب جحا حماره و سار قليلا ثم قام و عد الحمير فوجدها ثمانية فصرخ مستعينا بالرجل العجوز و كان لا يزال قريبا منه بحيث سمع صوته فجاء الرجل وسأل جحا ماذا جرى قال جحا و هو يبكي غنظر إنها ما زالت ثمانية و ليس وهما ضحك الرجل و قال غنك لم تعد الحمار الذي أنت راكبه و هذا هو سبب الإرتباك في العد و هو إنك تعد الحمير بغير حمارك فتكون ثمانية فإذا نزلت و أعدت العد و جدتها تسعة ضرب جحا بيده على جبينه بشدة و نزل عن حماره و أخذ يقبل الجل شاكر له و هو في سعادة بالغة ثم و دعه الرجل العجوز و ركب جحا حماره و ساق أمامه قافلة الحمير عاد جحا إلى بلدته بعد أن طحن القمح و أصبح دقيقا و قد إستقبله أهل بلدته بالترحاب و سأله عمدة البلدة عن أي مصاعب صادفته فقال جحا ما أكثر المصاعب البشرية التي تاتي من إحتجاب الحقيقة عن العقل بحجاب الغفلة لقد كدت أخسر حمارا بسببها.

Exit mobile version