نشأة وتسمية مدرسة الأحياء
كان للظروف السياسية التي سادت الأقطار العربية أثر واضح في استسلام الشعر العربي إلى حالة من الجمود و الضعف، فلم يعد هناك من يتذوقة لسطحية موضوعاته وضعف أسلوبه وركاكته، ولم يبقى للغة العربية جلالها وبهاؤها على ألسنة الناس وفي مسامعهم، حتى صار الشعر العربي كالجسم الهامد الذي لا روح فيه، فكان بحاجة إلى شعراء يبثون فيه الحياة ويمنحونه القدرة على الحس والنبض، فبدأ الاهتمام بالتراث العربي.
وفي الوقت الذي كانت فيه طائفة من الشعراء ترتبط بالاتجاه التقليدي، وتتقيد بالصنعة المتكلفة، كانت طائفة أخرى – نما وعيها أكثر- قد رفضت ذلك الإتجاه، وحاولت التغيير، فرأت أن المثل الشعري هو الشعر العربي القديم في عصور الازدهار والقوة والأصالة، فنهجت نهج الشتاء العباسيين ومن سبقوهم معارضين شعرهم، فالطبع الغالب على شعر هذه الفترة هو طابع المحافظة واستلهام الماضي وإحياؤه أو إتخاذ التراث العربي المشرق في عصور الازدهار والقوة نقطة انطلاق نحو الشعر المعاصر، ومن هنا جاءت تسمية مدرسة الأحياء بهذا الإسم، وتعني إعادة الحياة إلى روح الشعر وبعثه من جديد.