رسالة إلى أمي
أراك.. كما يرى النائم حلماً يسعده ولا يستيقظ، كما يفهم الطفل صوت أمه فيتدلل بين يدي رضاها، أراك.. فيصبح قلبي فراشة خفيفة حول زهرة روحي، وتصبح يدي قصيدة تتمنى لو تلمس عينيك..!
أراك.. فلا يبقى مني سوى ما أريد مني أن يبقى، ويخرج حزني من أصابع قدمي رافعاً يديه مطأطئ الرأس، أراك.. وأعرف أن الرجل الذي أنا عليه لم يكن ليكون لولاك، لولا هذه المرأة التي أرضعتني صوتها وسهرها وإبتسامتها وخوفها، لولا يدٌ من سحاب كانت تلمس جبيني ذات حمى.. قيضيء قلبها تضرعاً إلى الله..!
إنك لست أمي.. إنك باب أتمنى أن أعبر منه إلى الجنة، وساء كلما ضاقت صارت أكثر دفئاً وإحتضنتني، انتي أمٌ إختارها الله لتصنع شاعراً ينسى قلبه وكلماته كي تبتسم، وإختصني الله بين ملايين الأبناء كي أقبل قدميك، ماذا لو كنت أماً لرجل غيري..؟ سيكون عظيماً ولا أكون شيئاً.