لا يحضر ولا يغيب
– يمكنك أن تعترف لي
– بماذا..؟
– أنك تحب
– أنا فعلاً أحب، لا حاجة لأعترف
– ما إسمها..؟
– فلانة
– أي فلانة..؟
– التي تسقط من ذاكرة الشاعر ولا تسقط من ذاكرتي
– هذا ليس إسمها
– إذاً ما هو..؟
– هذا قلبها فقط
– لكل قلب إسم يا صديقتي
– لم تقل لي ما إسمها..؟
– قد تكون أنتِ
– وقد لا تكون..!
– وأنتِ..؟
– ماذا عني..؟
– أتحبين..؟
– أهذه طريقتك لتقلب الطاولة..؟
– بل طريقتي لأعيدها إلى وضعها الصحيح
– كيف يصبح الرجل صديقاً رائعاً..؟
– حين ينسى رغبته
– وكيف تصبح المرأة صديقة رائعة
– حين تنسى قلبها
– وكيف يصبح الشاعر صديقاً رائعاً..؟
– حين لا يخرج من قصيدته
– كيف..؟
– أن يظل مثالياً وإن كان سيئاً..!
– لم أفهم..؟
– الشاعر جزء من الرجل، لكنه ليس الرجل كله
– تقصد أن الشاعر لا يعني كل ما يقوله
– بل هو لا يقول كل ما يعنيه..!
– هل يصبح الحب صداقة..؟
– نعم، كما تصبح الصداقة حباً..!
– لكن الحب ينتهي بإختلاف
– هنالك عاقلان يعرفان الفرق بين عدم الجدوى والنهاية
– ما الفرق بينهما..؟
– أن لا تستمر في المحاولة.. هو عدم الجدوى
– والنهاية..؟
– ان لا تستمر في أي شيء..!
– إذا يستمران في علاقة دون محاولة إنقاذ شيء
– إلا قلبيهما..!
– فهمت، “عدم الجدوى” هو أن تحافظ على قلبك
– في الحب فقط، نعم
– لقد كنت أحب
– ثم صار صديقاً..؟
– بل صار شبحاً
– كيف..؟
– لا يحضر ولا يغيب..!
– تقصدين إنتهى كل شيء فجأة
– نعم
– كسكتة عاطفية..!
– بالضبط
– ماذا تصفين ذلك..؟
– حالة بين عدم الجدوى والنهاية
– إن شعوراً كهذا يزعج القلب
– بل يعجزه
– هل تتوقعين عودته..؟
– شخص مثله يمكن أن يفعل كل شيء إلا شيئاً واحداً
– ما هو..؟
– أن يكون رجلاً..!