أنتي لون عدمي
أنها الحمى.. جسدي الصادق الذي يتحدث عنكِ، يقول كلامه كوصية المحتضر، أحبك يا فلانة.. أحبك، أكثر من شمس تشرق في صدري، ومن سماء تتمدد في حلقي، أحبك أكثر من حمى تقضم عقلي، فأهذي بما لا أتذكره من الحياة، كما لو أني أختار موتي، فلا أرى موتاً يستحق إسمك سواي..!
وفقدت من أجلك صوتي.. فكيف أناديك يا فلانة..؟ كيف أقول أني أحتاج صدرك لأكون شاعراً يهذي بما يسكن صدور الناس ولا يموت..؟ كيف أقول إنكِ الآن أمي..؟ وفي الأمس أمي ، وبين يديك جنة عرضها السموات والأرض، وفي عينيك جنتان، مدهامتان، كأنها من كل شيء خلقت، وكأني أمامها -يا فلانة- إلى أي شيء أصير.