– هل الحب وحده لا يكفي في الحياة الزوجية
– يقول خبراء علم النفس أن الحب وحده لا يكفي، فالإنسان يجرب الحب فى لحظة من لحظات حياته إلا أن
الحب أنواع، فهنالك الحب القائم على الرغبة، والحب الذى تسيطر عليه الغيرة المريضة، والحب الأنانى
والمتملك، والحب المتهور الذى ينهار مع أول إنتكاسة، والحب السطحى والذى قوامه الفتنة بالمظهر
الخارجى أو المراز أو المال والذى ينهار عقب أول تجربة حقيقة، وأصدق أنواع الحب وأمتنها هو ذاك الذى
يحب فيه الزوج زوجته لذاتها، وتحب الزوجة فيه الزوج لذاته، عندها وفى هذه الحالة فقط يشعر الزوجان
منهما بالراحة والسعادة والأمان لو شعر بالمثل أن الطرف الآخر فى العلاقة مرتاح سعيد، ومطمئن.
– وبعيداً عن الإطناب الممل يمكن القول أن الإعزاز والمودة هما أساس الرابطة المقدسة بين أى زوجين
آونهما أهدأ وأعمق أكثراً من أى عاطفة أخرى متوهجة، ولابد أيضاً من الثقة بين الزوجين وإلا لما اختارا
بعضهما دوناً عن البشر، أن يثق بها وأن تثق به وأن يكونا واسعى الأفق والتفكير، بحيث لا يكون هنالك
مجال للظن ببعضهما أو لوجود أسرار بينهما أو آذب.
– فلو قال الزوج مثلاً: أنه ذاهب لعشاء عمل وتأخر هناك، فذلك ربما مرده لسبب قهرى اتعطل السيارة
بالطريق أو عمل طارئ أو الأساس بإحترام إنسانية الآخر يمكن أن تقوم المحبة إلا على أساس متين من
التقدير والإحترام بين الزوجين، فالإحترام هو من يؤاد الشخصية والشعور بقيمة الذات مع إستمرار العلاقة
الزوجية فى النمو والتطور، وقد يختلف الزوجان ببعض الأمور وهذا أمر طبيعى لاغبار عليه.
– ومع ذلك فكل منهما لابد أن يعبر عن رأيه بصراحة ودون محاباة ، لكن فى جو من التفاهم والإحترام ، على
أساس أن لكل إنسان رؤيته للأمور وتفكيره الخاص، ومع كل ذلك فتبادل العبارات اللطيفة الدالة على
الإعتزاز والمحبة تعمق الرابطة بين الزوجين فلكلمات الغزل الرقيقة مفعول السحر بنفوس المحبين
والمتزوجين.
– ومن الجميل حقاً أن تقترن العلاقة ببعض التصرفات الدالة على الحب والإهتمام ، أن يساعد الزوج زوجته
دونما طلب منها، أو أن يقدم لها الهدايا، أو أن تعد الزوجة لزوجها أكلته المفضلة، ولا تنسى يوم ميلاده
وتفاجأه فى السنة الجديدة بما يحب ويهوي، ومثل هذه الأساليب الرقيقة والبسيطة تدعم العلاقة بين
الزوجين وتنعشها.