أبو بكر الصديق يلقي بيان الخلافة
بعد أن لزمت المسؤولية عنق أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) يقف ليعلن في الناس منهاجه ومبدأه، وبرنامجه، ودستوره فيقول: (إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عدي حتى آخذ له الحق، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق، لا يدع قوم الجهاد إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، إطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم).
إنها مبادئ سامية، نادى بها أبو بكر الصديق، وتنادي بها الإنسانية اليوم قررها أبو بكر الصديق، وحققها في نفوس الأمة وحياتها، أما اليوم فما زال بين النظرية والتطبيق عند أمم الأرض هوة سحيقة، لن يسدها سوى الإلتزام بالإسلام، مهما بلغت نظريات اليوم زخرفة وازدادت بريقاً، فإن الأمة لا يكفيها ضياغة نظريات لا تقبل التطبيق، وإن طبقت فإنها لن تجلب لها سوى الشقاء والدمار والظلم والاضطهاد. كل ذلك بإسم الإنسانية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والكرامة، وما إلى ذلك من العبارات الرنانة التي تعاني شعوب الأرض من واقع يتناقص معها بإطراد.