قصيدة أنا جثة لا أستطيع الكلام
– أنت إرهابي…؟
– أنا جثة، لا أستطيع الكلام
– أنت شهيد..؟
– أنا جثة، لا أستطيع الكلام
– لكنك قتلت أربعة منذ قليل، وعشرين قبل أيام، وألفين منذ أشهر، ومائة ألف خلال العام
– أنا جثة، لا أستطيع الكلام
– هل أنت في الجنة، أم في النار..؟
– ماذا يقول جسدي..؟
– يقول أنك ميت
– ماذا يقول الناس..؟
– أنك قتلت الأبرياء
– ماذا تقول الصحافة..؟
– أنك من تنظيم يخلق الفوضى
– ماذا يقول الإمام..؟
– أنك تساعد الإسلام على قتل الكافرين
– هل قتلت الكافرين..؟
– أخبرني أنت، هل يدخل الكافرون المساجد..؟
– أنا جثة، لا أستطيع الكلام
– هل أخطأت التوقيت..؟
– ماذا تقصد..؟
– أنك ذهبت إلى المسجد كي تصلي قبل أن تذهب لعنوان التفجير..؟
– لم أفهم..!
– أنك تؤدي واجب الله قبل أن تؤدي واجب قائدك..؟
– لم أفهم..؟
– أنك نسيت وضغطت على المفجر في المكان الخطأ والزمان الخطأ..؟
– أنا جثة، لا أستطيع الكلام
– لن يصدقك الناس
– يصدقون ماذا..؟
– أنك شهيد
– ماذا سيصدقون إذاً..؟
– أنك قاتل
– ماذا يقول الحاكم..؟
– أنك سرطان في مجتمعه والمجتمعات المحيطة
– ماذا تقول الشرطة..؟
– أنك عربي يحمل عقلاً غريباً ومعتقدات مجوسية ويلبس زي النساء ويسمي نفسه شهيداً
– والأربعة الذين قتلتهم..؟
– يقولون “أحياء عند ربهم يرزقون”
– هل أخفتكم..؟
– هل خافك الأعزل الذي منعك من تفجير المسجد، لتخافك أمة كلها عزل ومساجد..؟
– هل فرقتكم..؟
– بل وحدتنا أكثر..!
– ماذا يقول جسدي..؟
– كلاماً غير مفهوم، أنت أشلاء
– ماذا يقول الشارع..؟
– أنك أخرت إقامة الصلاة، لا شيء أكثر
– ماذا تقول الخطبة..؟
– ” ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها”
– ماذا تقول أنت..؟
– لا أقول شيئاً، أنك غريب
– لماذا..؟
– سألتني عن ما قاله الحاكم والشارع والصحافة والناس والشهداء والخطبة وجسدك والإمام
– حسناً، ما الغريب في ذلك..؟
– لم تسألن مرة عما قاله الله ورسوله
– أنا جثة، لا أستطيع الكلام
