خطبة عن إِغَاثَةُ الْمُحْتَاجِينَ

جوجل بلس

إِغَاثَةُ الْمُحْتَاجِينَ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يُضَاعِفُ ثَوَابَ الْمُتَصَدِّقِينَ، وَلاَ يُضِيعُ أَجْرَ ‏الْمُحْسِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا ‏وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا ‏مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ‏‏(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنفُسِكُمْ) (‏ ‏).‏ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا ‏‏ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، ‏يَرْحَمُ الضَّعِيفَ وَالصَّغِيرَ، وَالْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ، فَاقْتَدَى الصَّحَابَةُ رَضِيَ ‏اللَّهُ عَنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ، وَجَعَلُوهَا نَهْجًا لَهُمْ، حَتَّى وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ‏بِأَنَّهُمْ:(رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) (‏ ‏). أَيْ: يَرْحَمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا(‏ ‏)، طَلَبًا لِرَحْمَةِ اللَّهِ ‏سُبْحَانَهُ، قَالَ ‏‏: «ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي ‏السَّمَاءِ»(‏ ‏). ‏ فَسَاعَدَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ، وَأَطْعَمَ غَنِيُّهُمْ جَائِعَهُمْ، وَسَارَعُوا رَضِيَ اللَّهُ ‏عَنْهُمْ إِلَى الصَّدَقَاتِ، وَتَسَابَقُوا إِلَى الْمَبَرَّاتِ، وَالْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ، وَتَقْدِيمِ ‏الْمُسَاعَدَاتِ لِلْمُحْتَاجِينَ وَالْفُقَرَاءِ، عَمَلاً بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:(وَأَنْفِقُوا مِمَّا ‏جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) ‏‏(‏ ‏).فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: حَثٌّ عَلَى الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى(‏ ‏)، ‏ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِهِ، وَوَعَدَ اللَّهُ الْمُنْفِقَ بِأَنْ يُعَوِّضَهُ وَيُخْلِفَ عَلَيْهِ، وَيُضَاعِفَ لَهُ ‏الْأَجْرَ أَضْعَافًا كَثِيرَةً، قَالَ تَعَالَى:( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ‏وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(‏ ‏).وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ ‏قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) (‏ ‏). ‏ أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ شَعْبَ الصُّومَالِ قَدْ حَلَّ بِهِمْ مَا يُؤْلِمُ الْفُؤَادَ، وَيُبْكِي ‏الْعَيْنَ، فَقَدِ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَصَائِبُ، وَتَوَالَتْ عَلَيْهِمُ النَّكَبَاتُ، ‏وَغَشِيَتْهُمُ الْمُلِمَّاتُ، وَاجْتَاحَ الْجَفَافُ أَرْضَهُمْ، وَأَحَاطَ الْفَقْرُ بِهِمْ، ‏وَعَمَّتْهُمُ الْمَجَاعَةُ، مِمَّا أَدَّى إِلَى كَارِثَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ كَبِيرَةٍ، وَمِحْنَةٍ عَصِيبَةٍ، وَأَزْمَةٍ ‏رَهِيبَةٍ، فَمَنْ يُغِيثُ الْيَوْمَ مَلْهُوفَهُمْ؟ كَمَا حَثَّنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ حَيْثُ ‏قَالَ:« وَتُغِيثُوا الْمَلْهُوفَ»(‏ ‏).وَمَنْ يُطْعِمُ جَائِعَهُمْ؟كَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ ‏‎ ‏ ‏حِينَ قَالَ:« أَطْعِمُوا الجَائِعَ»(‏ ‏). ‏ وَمَنْ يَكْسُو عَارِيَهُمْ؟ وَمَنْ يُفَرِّجُ كُرْبَتَهُمْ؟ فَيُفَرِّجَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ كُرَبَ يَوْمِ ‏الْقِيَامَةِ؟ قَالَ‎  ‎‏:« مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ ‏اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»(‏ ‏). وَمَنْ يُنْقِذُ حَيَاتَهُمْ؟ وَيَعْطِفُ ‏عَلَى صَغِيرِهِمْ، وَيَرْحَمُ كَبِيرَهُمْ؟ فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحمنُ»(‏ ‏). ‏ أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: لَقَدْ حَصَدَ الْمَوْتُ أَرْوَاحَ الْمِئَاتِ مِنْ شَعْبِ الصُّومَالِ، ‏فَكَمْ مِنْ رَضِيعٍ لاَ يَجِدُ لَبَنًا يُغَذِّيهِ، وَكَمْ مِنْ رَجُلٍ لاَ يَجِدُ قَطْرَةَ مَاءٍ ‏تَرْوِيهِ، وَكَمْ مِنِ امْرَأَةٍ تُعَانِي أَلَمَ جُوعِهَا، وَتَبْكِي لِصُرَاخِ أَطْفَالِهَا، فَيَا فَوْزَ ‏مَنْ أَغَاثَهُمْ، وَمَسَحَ دُمُوعَهُمْ، وَأَعَادَ الْبَسْمَةَ إِلَى وُجُوهِهِمْ، وَأَدْخَلَ ‏السُّرُورَ عَلَى قُلُوبِهِمْ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ ‏تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ ‏دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا»(‏ ‏). ولِلِّهِ دَرُّ الشَّاعِرِ إِذْ قَالَ: ‏ خَيْرُ الصَّنَائِعِ فِي الْأَنَامِ صَنِيعَةٌ * تَنْبُو بِحَامِلِهَا عَنِ الْإِذْلَالِ وَإِذَا النَّوَالُ أَتَى وَلَمْ يُهْرَقْ لَهُ * مَاءُ الْوُجُوهِ فَذَاكَ خَيْرُ نَوَالِ إِنِّي أَرَى فُقَرَاءَكُمْ فِي حَاجَةٍ * لَوْ تَعْلَمُونَ لِقَائِلٍ بِفِعَالِ فَتَسَابَقُوا الْخَيْرَاتِ فَهْيَ أَمَامَكُمْ * مَيْدَانُ سَبْقٍ لِلْجَوَادِ النَّالِي وَالْمُحْسِنُونَ لَهُمْ عَلَى إِحْسَانِهِمْ * يَوْمَ الْإِثَابَةِ عَشْرَةُ الْأَمْثَالِ وَجَــــــزَاءُ رَبِّ المحْسِــــــــــــنِينَ يَجِلُّ عَنْ * عَدٍّ وَعَنْ وَزْنٍ وَعَنْ ‏مِكْــــــــــــــــــيَالِ ‏ فَهَذَا الْعَمَلُ الإِنْسَانِيُّ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ سُبْحَانَهُ:(وَمَا تُقَدِّمُوا ‏لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) (‏ ‏). ‏ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا ‏حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (‏ ‏). فَيَدَّخِرُهُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ فِي ‏الْآخِرَةِ، وَيُظِلُّهُمْ بِظِلِّ صَدَقَاتِهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ :« كُلُّ امْرِئٍ فِي ‏ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ»(‏ ‏). لأَنَّهُ أَظَلَّ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ ‏بِمَالِهِ وَعَطْفِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَأَظَلَّهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِظِلِّ صَدَقَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَا ‏أَرْحَمَ أَنْ يَقِفَ الْإِنْسَانُ إِلَى جَنْبِ أَخِيهِ الْإِنْسَانِ فَيُوَاسِيَهُ فِي فَقْرِهِ ‏وَمِحْنَتِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‎  ‎‏:«مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي ‏الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ ‏أَخِيهِ»(‏ ‏).‏ فَمَنْ رَحِمَ النَّاسَ غَشِيَتْهُ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى النَّاسِ أَحْسَنَ ‏اللَّهُ إِلَيْهِ. ‏ فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يُغِيثَ الْمَلْهُوفِينَ، وَيُفَرِّجُ كُرَبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَوَفِّقْنَا ‏جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ ‏، وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، ‏عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ‏وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) (‏ ‏). ‏ نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ ‏‏.‏ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.‏ الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، ‏وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى ‏سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ‏إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. ‏ أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. ‏ أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: فِي ذِكْرَى الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ وَمَا تَحْمِلُهُ مِنْ مَعَانٍ كَثِيرَةٍ، ‏رَسَّخَهَا دِينُنَا الْحَنِيفُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ‏‏ نَقِفُ أَمَامَ ‏مَعْنًى جَلِيلٍ، وَهُوَ الرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ بِالْإِنْسَانِ، وَالتَّخْفِيفُ عَنْهُ، فَيُشْفِقُ كُلٌّ ‏مِنَّا عَلَى أَخِيهِ الْإِنْسَانِ، وَيُبْعِدُ عَنْهُ كُلَّ مَا يَضُرُّهُ وَيُؤْذِيهِ، وَيُقَدِّمُ إِلَيْهِ يَدَ ‏الْعَوْنِ وَالْإِحْسَانِ:(فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)(‏ ‏)، بَلْ يَجْزِيهِمْ ‏بِصَدَقَاتِهِمْ:(إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) (‏ ‏).‏ وَمَا نَرَاهُ فِي الصُّومَالِ يَحْتَاجُ مِنَّا جَمِيعًا أَنْ نَقِفَ إِلَى جَانِبِ نِدَاءَاتِ ‏الْقِيَادَةِ الرَّشِيدَةِ، فَنُسْهِمَ بِمَا نَسْتَطِيعُ، فَهُنَاكَ مَنْ لاَ يَجِدُ طَعَامًا وَلاَ ‏كِسَاءً، وَلاَ مَاءً وَلاَ دَوَاءً، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ :« مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ‏فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ»(‏ ‏). فَسَاهِمُوا فِي حَمْلَةِ: ‏‏”لِأَجْلِكِ يَا صُومَالُ” بِصَدَقَاتِكُمْ وَزَكَاةِ أَمْوَالِكُمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( وَمَا ‏تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (‏ ‏).‏‎ ‎ فَقَدْ تُغِيثُ طِفْلاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ مُسِنًّا هَرِمًا، فَيُكْتَبَ لَكَ أَجْرُ إِحْيَاءِ نَفْسٍ، ‏قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (‏ ‏). ‏ فَهَلْ نُحَقِّقُ رَحْمَةَ دِينِنَا الْحَنِيفِ فِيمَا نَرَاهُ حَوْلَنَا مِنْ أَحْدَاثٍ؟ وَهَلْ نُلَبِّي ‏نِدَاءَ اسْتِغَاثَاتِ شَعْبِ الصُّومَالِ؟ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( ‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ ‏وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (‏ ‏).‏ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ‏أَجْمَعِينَ.‏ وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُفَرِّجَ عَنْ أَهْلِ الصُّومَالِ، وَتُنَفِّسَ كُرْبَتَهُمْ، وتَقْضِيَ ‏حَاجَاتِهِمْ، وَتَسُدَّ جَوْعَتَهُمْ، وَتُعِينَهُمْ فِي مِحْنَتِهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.‏ ‏ اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ ‏الْأَخْيَارِ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا ‏كَرِيمُ. اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ ‏وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى ‏رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ ‏إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا ‏أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ ‏وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. ‏ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ ‏أَجْمَعِينَ. ‏ اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشيخ ‏محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ ‏عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ.‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ‏ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، والشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، ‏وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ ‏الَّذِينَ ‏انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ ‏آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. ‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا ‏مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا. ‏ اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ ‏عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وسائرَ بلادِ المسلمينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.‏ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. ‏ اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، ‏اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ ‏الأَرْضِ. ‏ عِبَادَ اللَّهِ:(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى ‏عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (‏ ‏). ‏‎ ‎ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ(وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ ‏الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا ‏تَصْنَعُونَ) (‏ ‏).‏ 

مواضيع ذات صلة لـ خطبة عن إِغَاثَةُ الْمُحْتَاجِينَ: