خطبة عن سبحان الله و بحمده

جوجل بلس

– سبحان الله و بحمده

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، ‏وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ ‏وَالرُّوحِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ ‏وَذَكَرَهُ، وَقَدَّسَهُ وَعَظَّمَهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ‏وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَاتَّقُوا ‏يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ ‏يُظْلَمُونَ)(‏ ‏).‏‎ ‎ أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَارْتِفَاعِهَا، وَالأَفْلاَكِ وَدَوَرَانِهَا، ‏وَالْمَخْلُوقَاتِ وَاخْتِلاَفِهَا، وَالأَرْضِ وَاتِّسَاعِهَا يُوقِنُ أَنَّ عَظَمَةَ اللَّهِ لاَ حُدُودَ ‏لَهَا، فَلاَ يُدْرِكُ حَقِيقَتَهَا، وَلاَ يَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلاَّ اللَّهُ. قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ‏ ‏(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‏وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (‏ ‏).‏ فَسُبْحَانَهُ مَا أَعْظَمَهُ، تُسَبِّحُ لَهُ الْمَخْلُوقَاتُ وَتُقَدِّسُهُ ( وَإِنْ مِنْ ‏شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ ‏حَلِيمًا غَفُورًا) (‏ ‏).فَالْمَلاَئِكَةُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ اللَّهِ، ‏قَالَ تَعَالَى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ ‏رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ) (‏ ‏)وَقَالَ تَعَالَى : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ‏وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) (‏ ‏).‏‎ ‎ وَمَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالْجِبَالُ وَالطَّيْرُ يُسَبِّحُونَ للَّهِ، وَلَهُ ‏يَسْجُدُونَ، قَالَ تَعَالَى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي ‏السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ ‏وَتَسْبِيحَهُ) ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ‏وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)‏ ‏).‏‎ ‎وَالتَّسْبِيحُ يَعْنِي قَوْلَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَمَعْنَاهُ: تَعْظِيمُ اللَّهِ وَتَنْزِيهُهُ عَمَّا لاَ ‏يَلِيقُ بِهِ(‏ ‏).‏ أَيُّهَا الْمُسَبِّحُونَ: إِنَّ التَّسْبِيحَ مِنْ دَأْبِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، فَكَانَ نَبِيُّ ‏اللَّهِ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذَا سَبَّحَ تُسَبِّحُ مَعَهُ الْجِبَالُ الرَّاسِيَاتُ، وَتَقِفُ لَهُ ‏الطُّيُورُ الْغَادِيَاتُ وَالرَّائِحَاتُ، وَتُجَاوِبُهُ بِأَنْوَاعِ اللُّغَاتِ(‏ ‏) مُنَفِّذَةً أَمْرَ رَبِّهَا ‏الْعَظِيمِ ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) (‏ ‏). أَيْ سَبِّحِي مَعَهُ(‏ ‏).‏ ‏ وَأَوْصَى زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَوْمَهُ بِالتَّسْبِيحِ، قَالَ اللَّهُ مُخْبِرًا عَنْهُ:‏ ‏( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا ‏بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (‏ ‏).‏ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ:« سُبْحَانَ اللَّهِ ‏وَبِحَمْدِهِ»(‏ ‏). ‏ وَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ فَأَجْلِسَ بِبَابِهِ، فإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ أَسْمَعُهُ ‏يَقُولُ:« سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ ‏وَبِحَمْدِهِ»(‏ ‏). فَالإِكْثَارُ مِنْ تَسْبِيحِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَدْيِ رَسُولِ ‏اللَّهِ‎  ‎وَلَنَا فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ ‏بِذَلِكَ فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* ‏وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (‏ ‏). أَيِ اذْكُرُوا اللَّهَ وَسَبِّحُوهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، ‏فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ(‏ ‏). فَإِنَّ الإِنْسَانَ إِذَا ‏بَدَأَ نَهَارَهُ بِتَسْبِيحِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ انْشَرَحَ صَدْرُهُ، وَهَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَسَكَنَتْ ‏جَوَارِحُهُ، وَاطْمَأَنَّ قَلْبُهُ (أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(‏ ‏). ‏فَيُعَامِلَ النَّاسَ بِلُطْفٍ وَهُدُوءٍ، وَيُعَظِّمَ حُقُوقَ الْعِبَادِ، مُسَارِعًا إِلَى ‏طَاعَةِ اللَّهِ، مُحْسِنًا إِلَى خَلْقِهِ، رَاجِيًا ثَوَابَهُ وَالْفَوْزَ بِرِضْوَانِهِ، فَإِذَا ‏أَمْسَى سَبَّحَ بِحَمْدِ رَبِّهِ شُكْرًا لِأَنْعُمِهِ، عَامِلاً بِقَوْلِهِ:(فَسُبْحَانَ اللَّهِ ‏حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ ‏وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) (‏ ‏). وَفِي الآيَةِ حَثٌّ عَلَى تَسْبِيحِ ‏اللَّهِ وَتَحْمِيدِهِ فِي هَذِهِ الأَوْقَاتِ الْمُتَعَاقِبَةِ(‏ ‏).‏ عِبَادَ اللَّهِ: مَا فَضْلُ التَّسْبِيحِ؟ إِنَّ لِلتَّسْبِيحِ فَضْلاً عَظِيمًا، وَمَقَامًا ‏كَرِيمًا، فَهُوَ أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْكَلامِ أَحَبُّ إِلَى ‏اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فقَالَ ‏‎ ‏:« مَا اصْطَفَاهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ ‏وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، ثَلاثًا تَقُولُهَا»(‏ ‏). ‏ وَبِالتَّسْبِيحِ تَكْثُرُ الْحَسَنَاتُ، وَتُمْحَى السَّيِّئَاتُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ ‏‏:«أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَقِيلَ: ‏كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ:« يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، ‏فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ»(‏ ‏). ‏ وَقَالَ ‏‏ :« مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، ‏حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ»(‏ ‏). فَيَثْقُلُ الْمِيزَانُ، ‏وَيَفُوزُ الإِنْسَانُ، قَالَ ‏‏ :« مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: ‏سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ ‏مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»(‏ ‏).وَمِنْ أَعْظَمِ ‏فَوَائِدِ التَّسْبِيحِ أَنَّهُ سَبَبٌ فِي تَيْسِيرِ الأُمُورِ، وَتَفْرِيجِ الْكُرُوبِ، فَهَذَا نَبِيُّ ‏اللَّهِ يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ الْتَقَمَهُ الْحُوتُ فَزِعَ إِلَى التَّسْبِيحِ ( فَنَادَى ‏فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ ‏الظَّالِمِينَ)‏‎ ‎‏(‏ ‏). فَأَدْرَكَهُ اللَّهُ بِعِنَايَتِهِ، وَأَحَاطَهُ بِرِعَايَتِهِ، قَالَ ‏سُبْحَانَهُ: 🙁 فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي ‏الْمُؤْمِنِينَ) (‏ ‏). ‏ وَإِذَا اقْتَرَنَ الدُّعَاءُ بِالتَّسْبِيحِ كَانَ أَقْرَبَ لِلاِسْتِجَابَةِ، فَحِينَ سُئِلَ ‏النَّبِيُّ ‏‏ عَنْ دَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ قَالَ:« دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وهُوَ ‏فِي بَطْنِ الْحُوتِ:( لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ‏فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إلَّا استجابَ اللهُ لَهُ »(‏ ‏). ‏ فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ مُسَبِّحِينَ ذَاكِرِينَ، وَلِعَظَمَتِكَ مُقَدِّرِينَ، وَفِي ‏فَضْلِكَ رَاغِبِينَ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ سَيِّدِنَا ‏مُحَمَّدٍ ‏‏ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ‏آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) (‏ ‏).‏ نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.‏ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.‏ الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ ‏أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ‏وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ‏ أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ :«كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ‏ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ ‏اللَّهِ الْعَظِيمِ»(‏ ‏). وَهَاتَانِ الْكَلِمَتَانِ جَاءَ مَعْنَاهُمَا فِي دُعَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي قَوْلِهِ ‏تَعَالَى:( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ) (‏ ‏). ‏ وَذَكَرَ النَّبِيُّ ‏‏ صِيغَةً جَامِعَةً لِلتَّسْبِيحِ فَقَالَ:« سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ ‏خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»(‏ ‏). فَيَا لَهُ مِنْ فَضْلٍ ‏عَظِيمٍ، أَنْ يَمْلأَ الإِنْسَانُ مِيزَانَهُ بِالْحَسَنَاتِ؛ بِفَضْلِ التَّسْبِيحِ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ، إِنَّهُ ‏هُوَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ. فَهَلْ نَعْلَمُ أَجْرَ الْمُكْثِرِ مِنَ التَّسْبِيحِ؟ وَهَلْ نَغْتَنِمُ أَوْقَاتَنَا فِي ‏التَّسْبِيحِ؟ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ ‏‏:« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»(‏ ‏). اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ ‏وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَلْسِنَتَنَا ‏رَطْبَةً بِذِكْرِكَ، وَقُلُوبَنَا عَامِرَةً بِحُبِّكَ، وَجَوَارَحَنَا عَامِلَةً بِطَاعَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ‏اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، ‏وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا كَرِيمُ. اللَّهُمَّ اجْزِ ‏خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ ‏قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ ‏مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ ‏وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي ‏بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ ‏وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ ‏الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَنَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، ‏وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ ‏عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ ‏اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشيخ محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ ‏الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهودِهم أجمعينَ.‏ ‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ ‏الشَّيْخ زَايِد، والشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، ‏وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ ‏‏انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا ‏وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا ‏مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا ‏وَلاَ مَحْرُوْمًا. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، ‏وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وسائرَ بلادِ المسلمينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.رَبَّنَا آتِنَا ‏فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ ‏تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ ‏بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ.‏ عِبَادَ اللَّهِ:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ ‏الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(‏ ‏). اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ ‏يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ ‏الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (‏ ‏)

مواضيع ذات صلة لـ خطبة عن سبحان الله و بحمده: