– سبحان الله و بحمده
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ وَذَكَرَهُ، وَقَدَّسَهُ وَعَظَّمَهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)( ). أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَارْتِفَاعِهَا، وَالأَفْلاَكِ وَدَوَرَانِهَا، وَالْمَخْلُوقَاتِ وَاخْتِلاَفِهَا، وَالأَرْضِ وَاتِّسَاعِهَا يُوقِنُ أَنَّ عَظَمَةَ اللَّهِ لاَ حُدُودَ لَهَا، فَلاَ يُدْرِكُ حَقِيقَتَهَا، وَلاَ يَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلاَّ اللَّهُ. قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ( ). فَسُبْحَانَهُ مَا أَعْظَمَهُ، تُسَبِّحُ لَهُ الْمَخْلُوقَاتُ وَتُقَدِّسُهُ ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) ( ).فَالْمَلاَئِكَةُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ) ( )وَقَالَ تَعَالَى : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) ( ). وَمَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالْجِبَالُ وَالطَّيْرُ يُسَبِّحُونَ للَّهِ، وَلَهُ يَسْجُدُونَ، قَالَ تَعَالَى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) ). وَالتَّسْبِيحُ يَعْنِي قَوْلَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَمَعْنَاهُ: تَعْظِيمُ اللَّهِ وَتَنْزِيهُهُ عَمَّا لاَ يَلِيقُ بِهِ( ). أَيُّهَا الْمُسَبِّحُونَ: إِنَّ التَّسْبِيحَ مِنْ دَأْبِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، فَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذَا سَبَّحَ تُسَبِّحُ مَعَهُ الْجِبَالُ الرَّاسِيَاتُ، وَتَقِفُ لَهُ الطُّيُورُ الْغَادِيَاتُ وَالرَّائِحَاتُ، وَتُجَاوِبُهُ بِأَنْوَاعِ اللُّغَاتِ( ) مُنَفِّذَةً أَمْرَ رَبِّهَا الْعَظِيمِ ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) ( ). أَيْ سَبِّحِي مَعَهُ( ). وَأَوْصَى زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَوْمَهُ بِالتَّسْبِيحِ، قَالَ اللَّهُ مُخْبِرًا عَنْهُ: ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) ( ). وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ:« سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ»( ). وَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ فَأَجْلِسَ بِبَابِهِ، فإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ:« سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ»( ). فَالإِكْثَارُ مِنْ تَسْبِيحِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَنَا فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) ( ). أَيِ اذْكُرُوا اللَّهَ وَسَبِّحُوهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ( ). فَإِنَّ الإِنْسَانَ إِذَا بَدَأَ نَهَارَهُ بِتَسْبِيحِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ انْشَرَحَ صَدْرُهُ، وَهَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَسَكَنَتْ جَوَارِحُهُ، وَاطْمَأَنَّ قَلْبُهُ (أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)( ). فَيُعَامِلَ النَّاسَ بِلُطْفٍ وَهُدُوءٍ، وَيُعَظِّمَ حُقُوقَ الْعِبَادِ، مُسَارِعًا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ، مُحْسِنًا إِلَى خَلْقِهِ، رَاجِيًا ثَوَابَهُ وَالْفَوْزَ بِرِضْوَانِهِ، فَإِذَا أَمْسَى سَبَّحَ بِحَمْدِ رَبِّهِ شُكْرًا لِأَنْعُمِهِ، عَامِلاً بِقَوْلِهِ:(فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) ( ). وَفِي الآيَةِ حَثٌّ عَلَى تَسْبِيحِ اللَّهِ وَتَحْمِيدِهِ فِي هَذِهِ الأَوْقَاتِ الْمُتَعَاقِبَةِ( ). عِبَادَ اللَّهِ: مَا فَضْلُ التَّسْبِيحِ؟ إِنَّ لِلتَّسْبِيحِ فَضْلاً عَظِيمًا، وَمَقَامًا كَرِيمًا، فَهُوَ أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْكَلامِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فقَالَ :« مَا اصْطَفَاهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، ثَلاثًا تَقُولُهَا»( ). وَبِالتَّسْبِيحِ تَكْثُرُ الْحَسَنَاتُ، وَتُمْحَى السَّيِّئَاتُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :«أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَقِيلَ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ:« يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ»( ). وَقَالَ :« مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ»( ). فَيَثْقُلُ الْمِيزَانُ، وَيَفُوزُ الإِنْسَانُ، قَالَ :« مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»( ).وَمِنْ أَعْظَمِ فَوَائِدِ التَّسْبِيحِ أَنَّهُ سَبَبٌ فِي تَيْسِيرِ الأُمُورِ، وَتَفْرِيجِ الْكُرُوبِ، فَهَذَا نَبِيُّ اللَّهِ يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ الْتَقَمَهُ الْحُوتُ فَزِعَ إِلَى التَّسْبِيحِ ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ( ). فَأَدْرَكَهُ اللَّهُ بِعِنَايَتِهِ، وَأَحَاطَهُ بِرِعَايَتِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: 🙁 فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) ( ). وَإِذَا اقْتَرَنَ الدُّعَاءُ بِالتَّسْبِيحِ كَانَ أَقْرَبَ لِلاِسْتِجَابَةِ، فَحِينَ سُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ دَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ قَالَ:« دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ:( لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إلَّا استجابَ اللهُ لَهُ »( ). فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ مُسَبِّحِينَ ذَاكِرِينَ، وَلِعَظَمَتِكَ مُقَدِّرِينَ، وَفِي فَضْلِكَ رَاغِبِينَ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) ( ). نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :«كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»( ). وَهَاتَانِ الْكَلِمَتَانِ جَاءَ مَعْنَاهُمَا فِي دُعَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ) ( ). وَذَكَرَ النَّبِيُّ صِيغَةً جَامِعَةً لِلتَّسْبِيحِ فَقَالَ:« سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»( ). فَيَا لَهُ مِنْ فَضْلٍ عَظِيمٍ، أَنْ يَمْلأَ الإِنْسَانُ مِيزَانَهُ بِالْحَسَنَاتِ؛ بِفَضْلِ التَّسْبِيحِ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ، إِنَّهُ هُوَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ. فَهَلْ نَعْلَمُ أَجْرَ الْمُكْثِرِ مِنَ التَّسْبِيحِ؟ وَهَلْ نَغْتَنِمُ أَوْقَاتَنَا فِي التَّسْبِيحِ؟ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»( ). اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَلْسِنَتَنَا رَطْبَةً بِذِكْرِكَ، وَقُلُوبَنَا عَامِرَةً بِحُبِّكَ، وَجَوَارَحَنَا عَامِلَةً بِطَاعَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا كَرِيمُ. اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَنَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشيخ محمد بن راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهودِهم أجمعينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، والشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وسائرَ بلادِ المسلمينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. عِبَادَ اللَّهِ:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)( ). اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) ( )