مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

خطبة عن الصبر

– الصَّبْرُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَعَدَ الصَّابِرِينَ جَزَاءً مَوْفُورًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ([1]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الصَّبْرَ مِفْتَاحُ الأُمُورِ، وَسِرُّ نَجَاحِهَا، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْخِصَالِ، رَغَّبَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) ([2]). وَالصَّبْرُ أَفْضَلُ عَطَايَا اللَّهِ، قَالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:« مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٍ وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ»([3]).
وَجَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَ الصَّابِرِينَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَلاَ نِهَايَةَ لَهُ وَلا مِقْدَارَ([4])، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:ﭐ (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ([5]).
r وَالصَّبُورُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ رَسُولُ اللَّه
:« مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا، وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ وَيُعْطِيهِمْ ([6]). وَالصَّابِرُونَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ، وَأَهْلُ الإِحْسَانِ، مَدَحَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) ([7]). وَلِأَهَمِّيَّةِ الصَّبْرِ قَرَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:ﭐ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) ([8]). وَالصَّبْرُ خُلُقٌ عَظِيمٌ، وَسُلُوكٌ كَرِيمٌ نُمَارِسُهُ، وَقَدِ اتَّصَفَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ فَكَانُوا أَهْلَ صَبْرٍ وَجَلَدٍ، وَوَطَّنُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِ، وَقَدَّمُوا نَمَاذِجَ فَرِيدَةً فِي الصَّبْرِ([9]). قَالَ تَعَالَى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) ([10]). فَهَذَا نَبِيُّ اللَّهِ يَعْقُوبُ صَبَرَ عَلَى فَقْدِ ابْنَيْهِ يُوسُفَ وَأَخِيهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَقَالَ:  (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا) ([11]).
وَقَدْ أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَصْبِرَ كَمَا صَبَرَ النَّبِيِّونَ مِنْ قَبْلِهِ، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) ([12]).
فَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ مِثَالاً لِلصَّبْرِ وَالتَّحَمُّلِ، قَالَ r :« لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَأُخِفْتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاَثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي ولِبِلاَلٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدِ إِلاَّ شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلاَل»([13]).
لِمَاذَا نَصْبِرُ يَا عِبَادَ اللَّهِ: لِأَنَّ الصَّبْرَ تَحْصُلُ بِهِ الإِنْجَازَاتُ، وَتُبْنَى بِهِ الأَوْطَانُ، وَالنَّاجِحُ يَحْتَاجُ الصَّبْرَ فِي سَعْيِهِ، وَالْمُوَظَّفُ فِي عَمَلِهِ، وَالْمَرِيضُ فِي شَكْوَاهُ، وَالْمُبْتَلَى فِي بَلْوَاهُ، وَالأَبُ فِي تَرْبِيَةِ أَبْنَائِهِ، وَالأُمُّ مَعَ أَوْلاَدِهَا، وَالزَّوْجَةُ مَعَ زَوْجِهَا، وَالْمُدِيرُ مَعَ مُوَظَّفِيهِ، وَالرَّجُلُ مَعَ عُمَّالِهِ، وَالْمُعَلِّمُ مَعَ طُلاَّبِهِ، وَالطَّالِبُ فِي اجْتِهَادِهِ، وَالْمُثَابِرُ فِي تَحْصِيلِهِ، وَالسَّائِقُ فِي طَرِيقِهِ، وَغَيْرُهُمْ، فَالصَّبْرُ هُوَ مَنْهَجٌ عَمَلِيٌّ وَأُسْلُوبُ حَيَاةٍ، وَعَاقِبَةُ الصَّبْرِ كُلُّهَا خَيْرٌ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»([14]).
أَيُّهَا الصَّابِرُونَ: إِنَّ الصَّبْرَ خُلُقٌ مُكْتَسَبٌ، وَيُمْكِنُ تَقْوِيَتُهُ لَدَى كُلِّ وَاحِدٍ منَّا، فَإِذَا عَوَّدَ الْمُسْلِمُ نَفْسَهُ عَلَى التَّحَمُّلِ وَصَبَّرَهَا، نَالَ الْعَوْنَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :«وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ»([15]). أَيْ: مَنْ دَرَّبَ نَفْسَهُ عَلَى الصَّبْرِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى مَنَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهُ حَتَّى يُصْبِحَ طَبِيعَةً لَهُ ([16]).
وَإِنَّ صُعُوبَاتِ الْحَيَاةِ يُمْكِنُ لَنَا أَنْ نَتَحَكَّمَ فِيهَا بِالتُّؤَدَةِ وَالصَّبْرِ، وَعَدَمِ الاِسْتِعْجَالِ، وَقَدْ قِيلَ: فِي التَّأَنِي السَّلاَمَةُ، وَفِي الْعَجَلَةِ النَّدَامَةُ. فَإِنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ فَقَدُوا الصَّبْرَ وَلَمْ يَتَحَلَّوْا بِهِ فَاتَهُمُ الْخَيْرُ، وَوَقَعُوا فِيمَا لاَ تُحْمَدُ عُقْبَاهُ، وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ([17]):
قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ*وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ
وَمَا بَلَغَ النَّاجِحُونَ الْعَلْيَاءَ، وَلاَ وَصَلُوا إِلَى الْمَجْدِ؛ إِلاَّ بَعْدَ أَنْ كَانَ الصَّبْرُ خُلُقَهُمْ، وَالتَّحَمُّلُ رَفِيقَهُمْ، وَالْمُثَابَرَةُ طَرِيقَهُمْ، فَنَالُوا مُرَادَهُمْ، وَوَصَلُوا إِلَى غَايَاتِهِمْ، وَحَقَّقُوا أَهْدَافَهُمْ، قَالَ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ: مَا نَالَ نَبِيٌّ وَلاَ غَيْرُهُ مِنْ عَظيمِ الْخَيْرِ إِلاَّ بِالصَّبْرِ([18]).
عِبَادَ اللَّهِ: أَيْنَ يَكُونُ الصَّبْرُ؟ يَكُونُ الصَّبْرُ عِنْدَ مُخَالَطَةِ النَّاسِ وَالتَّعَامُلِ مَعَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الْيَوْمِيَّةِ، لِأَنَّ ذَلِكَ يَحْتَاجُ إِلَى لُطْفٍ وَهُدُوءٍ، وَتَرْكِ الْغَضَبِ، وَعَدَمِ الاِنْفِعَالِ، وَكَذَا عِنْدَ تَطْبِيقِ الْقَانُونِ، وَالْتِزَامِ النِّظَامِ، وَانْتِظَارِ الدَّوْرِ وَعَدَمِ تَجَاوُزِهِ، وَاحْتِرَامِ حُقُوقِ الآخَرِينَ، وَمِنْهَا الصَّبْرُ عَلَى أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ، وَغَيْرُهَا مِنَ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُخْتَبَرُ الصَّبْرُ عِنْدَهَا وَيُعْرَفُ، فَإِنَّ تَحَمُّلَهُ فِيهِ أَجْرٌ عَظِيمٌ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا»([19]). فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ، وَلَمْ يَعْتَرِضْ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَشْتَكِ إِلاَّ إِلَيْهِ؛ فَهُوَ الصَّابِرُ الْحَقِيقِيُّ.
فَاللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ   (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) ([20]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

– الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ، إِنَّ أَوَّلَ مَا نَتَوَاصَى بِهِ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ نَعْلَمَ أَنَّ الصَّبْرَ أَجْرُهُ كَرِيمٌ، وَجَزَاؤُهُ عَظِيمٌ، فَهُوَ يُكْسِبُ صَاحِبَهُ رَاحَةً فِي نَفْسِهِ، وَاطْمِئْنَانًا فِي قَلْبِهِ، وَيُثْمِرُ مَحَبَّةَ اللَّهِ وَمَحَبَّةَ النَّاسِ، وَيُضِيءُ لِلْمُؤْمِنِ حَيَاتَهُ، وَيُنَوِّرُ لَهُ بَصِيرَتَهُ، وَيَكُونُ سَبَبًا فِي تَفْرِيجِ كَرْبِهِ، وَزَوَالِ هَمِّهِ، يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ r :«وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ»([21]). فَلاَ يَزَالُ الْمَرْءُ مُسْتَضِيئًا مُهْتَدِيًا، وَعَلَى الصَّوَابِ مُسْتَمِرًّا؛ مَا دَامَ الصَّبْرُ خُلُقَهُ، وَالتَّحَمُّلُ سَبِيلَهُ، فَإِنَّ الصَّبْرَ خَيْرُ مُعِينٍ عَلَى تَجَاوُزِ الْعَقَبَاتِ، وَمُوَاجَهَةِ الأَزَمَاتِ، وَتَحْقِيقِ الإِنْجَازَاتِ، فَقَدْ أَمَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي كُلِّ حَادِثَةٍ وَنَازِلَةٍ. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا بِالصَّبْرِ([22]).
فَهَلْ نَحْنُ مِنَ الصَّابِرِينَ عَلَى مُضَايَقَاتِ الْحَيَاةِ وَضُغُوطِهَا؟ وَالْمُتَحَمِّلِينَ صُعُوبَاتِهَا وَمَشَاقَّهَا، حَتَّى نَنَالَ جَزَاءَ الصَّابِرِينَ؟ وَهَلْ نَسْأَلُ أَنْفُسَنَا مَتَى يَفْقِدُ الْوَاحِدُ مِنَا صَبْرَهُ، وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَضْبِطَ نَفْسَهُ؟
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى:ﭐ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ([23]).
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ جَمِّلْنَا بِالصَّبْرِ، وَزَيِّنَّا بِالْحِلْمِ، وَانْفَعْنَا بِالْعِلْمِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا كَرِيمُ. اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ وَالاِسْتِقْرَارَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَنَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشيخ محمد بن راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهودِهم أجمعينَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، والشيخ راشد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وسائرَ بلادِ المسلمينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ([24]). رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ([25]).
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) ([26]).

Exit mobile version