خطبة عن خشة الله

جوجل بلس

– خشية الله

خَشْيَةُ اللَّهِ تَعَالَى الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَنَتِ الْوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ، وَخَضَعَتِ الْجِبَاهُ لِعِزَّتِهِ، وَبَكَتِ ‏الْعُيُونُ مِنْ خَشْيَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ ‏سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، إِمَامُ الْمُتَّقِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ ‏عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمعين، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ ‏بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏‎ ‎ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ‏‏(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ( ‏ ‏).‏ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ خَشْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى شَأْنُهَا عَظِيمٌ، وَمَنْزِلَتُهَا عَالِيَةٌ، وَقَدْ ‏أَمَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا فَقَالَ: ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)(‏ ‏). وَهِيَ ثَمَرَةُ التَّقْوَى، قَالَ ‏عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: التَّقْوَى خَشْيَةُ اللَّهِ(‏ ‏). وَهِيَ تُؤَدِّي إِلَى الإِحْسَانِ، فَقَدْ ‏سُئِلَ النَّبِيُّ ‏‏: مَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ:« أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ ‏تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»(‏ ‏).‏ وَقَالَ أَحَدُ الصَّالِحِينَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا هَدَى قَلْبَهُ، فَخَشِيَ ‏اللَّهَ تَعَالَى بِالْغَيْبِ(‏ ‏). وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَقَالَ ‏تَعَالَى:(الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) (‏ ‏). أَيِ: ‏الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ فِي سَرَائِرِهِمْ وَخَلَوَاتِهِمُ الَّتِي يَغِيبُونَ فِيهَا عَنِ النَّاسِ(‏ ‏). ‏وَيَرْهَبُونَ مِنَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهُمْ يُعِدُّونَ لَهَا عُدَّتَهَا بِالتَّقْوَى ‏بِقَدْرِ الاِسْتِطَاعَةِ(‏ ‏). وَمَنْ كَانَ هَذَا حَالَهُ فَلْيَسْتَبْشِرْ بِالْمَغْفِرَةِ وَالأَجْرِ، قَالَ ‏الله: ( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (‏ ‏). ‏‎ ‎ وَمِنْ عَظِيمِ أَجْرِهِمْ أَنْ يُظِلَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَدْ ذَكَرَ ‏رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ‏ظِلُّهُ؛ جَمَعُوا بَيْنَ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمُرَاقَبَتِهِ وَالإِخْلاَصِ لَهُ، فَقَالَ ‏‏ :« سَبْعَةٌ ‏يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، ‏وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، ‏وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ ‏أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ ‏عَيْنَاهُ»(‏ ‏). ‏ فَكُلُّهُمْ يَتَحَقَّقُ فِيهِمْ قَوْلُهُ تَعَالَى 🙁 وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ ‏الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)(‏ ‏). فَمَنْ خَشِيَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَحَفِظَ حُرُمَاتِهِ؛ ‏نَالَ مَوْعُودَهُ، وَكَانَتِ الْجَنَّةُ مَأْوَاهُ وَدَارَهُ، وَفَازَ بِالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، قَالَ تَعَالَى: ( وَأُزْلِفَتِ ‏الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ* مَنْ ‏خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ ‏الْخُلُودِ* لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (‏ ‏).‏‎ ‎ فَالْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَخَشْيَتُهُ سَبَبٌ لِنَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَعَادَتِهِمْ، قَالَ سُبْحَانَهُ ‏عَنْهُمْ:(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ* قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا ‏مُشْفِقِينَ* فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) (‏ ‏).‏‎ ‎ أَيْ: كُنَّا فِي الدُّنْيَا خَائِفِينَ مِنْ رَبِّنَا، مُشْفِقِينَ مِنْ عَذَابِهِ وَعِقَابِهِ، مُنْشَغِلِينَ ‏بِطَاعَتِهِ، فَتَصَدَّقَ عَلَيْنَا سُبْحَانَهُ وَأَجَارَنَا مِمَّا نَخَافُ(‏ ‏). ‏ فَمَنْ خَافَ اللَّهَ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا أَمَّنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ النَّبِيُّ ‏‏ فِيمَا يَرْوِيه ‏عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:« قَالَ: وَعِزَّتِي لاَ أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنِ، ‏إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ ‏الْقِيَامَةِ»(‏ ‏). ‏ فَيَا فَوْزَ مَنْ خَشِيَ رَبَّهُ فَنَالَ الْجَزَاءَ الَّذِي وَعَدَهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ: ( جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ ‏رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ ‏عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (‏ ‏). ‏ عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ خَشْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى تُعَزِّزُ الرَّقَابَةَ الدَّاخِلِيَّةَ فِي حَيَاتِنَا ‏الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَفِي أَعْمَالِنَا وَوَظَائِفِنَا، وَمُعَامَلاَتِنَا وَعَلاَقَاتِنَا ‏بِالآخَرِينَ، حَيْثُ أَكَّدَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى تَحْقِيقِ مَعْنَى الْمُرَاقَبَةِ فِي كُلِّ ‏أَحْوَالِنَا؛ لِيَبْقَى الإِنْسَانُ مَتَيَقِّظًا مِنْ هَفَوَاتِ نَفْسِهِ وَغَفَلاَتِهَا، قَالَ ‏تَعَالَى: ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) (‏ ‏). وَقَالَ ‏سُبْحَانَهُ: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (‏ ‏).وَيَسْتَشْعِرَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ‏‏(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (‏ ‏) أَيْ: رَقِيبٌ ‏عَلَيْكُمْ، شَهِيدٌ عَلَى أَعْمَالِكُمْ، الْجَمِيعُ فِي عِلْمِهِ عَلَى السَّوَاءِ، ‏وَتَحْتَ بَصَرِهِ وَسَمْعِهِ، فَيَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ وَيَرَى مَكَانَكُمْ، وَيَعْلَمُ سِرَّكُمْ ‏وَنَجْوَاكُمْ(‏ ‏).‏ ‏ ‏ فَمُرَاقَبَةُ اللَّهِ تَعَالَى تَحُثُّنَا عَلَى الإِحْسَانِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، فَلاَ نَقُولُ وَلاَ نَفْعَلُ ‏إِلاَّ مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَيَنْفَعُنَا فِي دُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا، يَقِينًا مِنَّا بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: (يَعْلَمُ ‏خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (‏ ‏).‏ قَالَ أَحَدُ الصَّالِحِينَ: تَعَاهَدْ نَفْسَكَ فِي ثَلاَثٍ: إِذَا عَمِلْتَ فَاذْكُرْ نَظَرَ اللَّهِ ‏إِلَيْكَ، وَإِذَا تَكَلَّمْتَ فَاذْكُرْ سَمْعَ اللَّهِ لَكَ، وَإِذَا سَكَتَّ فَاذْكُرْ عِلْمَ اللَّهِ ‏فِيكَ(‏ ‏).‏ فَاللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ ‏‏ الأَمِينِ وَطَاعَةِ مَنْ ‏أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا ‏الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) (‏ ‏).‏ نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.‏ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. ‏ الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، ‏وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى ‏سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى ‏التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. ‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالْحِرْصِ عَلَى طَاعَتِهِ، ‏وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ، وَغَرْسِ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمُرَاقَبَتِهِ فِي قُلُوبِ الأَبْنَاءِ كَمَا فَعَلَ ‏لُقْمَانُ الْحَكِيمُ حِينَ أَوْصَى ابْنَهُ، فَقَالَ: ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ ‏مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ‏اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (‏ ‏).‏ وَهَذِهِ وَصِيَّةٌ نَافِعَةٌ؛ لِيَمْتَثِلَهَا النَّاسُ وَيَقْتَدُوا بِهَا، فَإِنَّ الأَعْمَالَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ ‏شَرٍّ لَوْ كَانَتْ قَدْرَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ؛ يُحْضِرُهَا اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ ‏يَضَعُ الْمَوَازِينَ بِالْعَدْلِ، وَيُجَازِي عَلَيْهَا إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ(‏ ‏). ‏قَالَ تَعَالَى: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ‏وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (‏ ‏). ‏ فَإِنَّ الْمَرْءَ إِذَا كَانَ مُرَاقِبًا لِرَبِّهِ، يَرْجُو رَحْمَتَهُ، وَيَخْشَى عِقَابَهُ، فَازَ بِوَعْدِ اللَّهِ ‏الْقَائِلِ : (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (‏ ‏).‏ وَإِنَّنَا لَنَسْأَلُ أَنْفُسَنَا هَلْ نَحْنُ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ تَعَالَى وَيُرَاقِبُونَهُ فِي ‏أَقْوَالِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ؟ وَهَلْ نَحْنُ نُعَزِّزُ هَذِهِ الْقِيَمَ فِي نُفُوسِ أَبْنَائِنَا؟ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»(‏ ‏). اللَّهُمَّ صَلِّ ‏وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ ‏ارْزُقْنَا خَشْيَتَكَ، وَالإِخْلاَصَ لَكَ، وَتَقَبَّلْ صَالِحَاتِ أَعْمَالِنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.‏ اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، وَارْفَعْ ‏دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا كَرِيمُ. اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ ‏أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، ‏الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ ‏الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ وَالاِسْتِقْرَارَ يَا ‏أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، ‏وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، ‏وَنَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ. ‏ اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشيخ محمد ابن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهودِهم أجمعينَ. ‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، ‏والشيخ راشد ،وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، ‏وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ ‏عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ، وَلِكُلِّ مَنْ ‏عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ. ‏اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ ‏فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا. ‏ اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ ‏وَالأَمَانَ وسائرَ بلادِ المسلمينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.‏ ‏ اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، ‏اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. ‏ اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ جَهَنَّم ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَبْرِ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ ‏فِتْنَةِ المسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المحْيَا والممَاتِ .رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ‏الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.‏ عِبَادَ اللَّهِ: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ ‏الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (‏ ‏).‏ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ ‏الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا ‏تَصْنَعُونَ) (‏ ‏).‏ السادة الخطباء على جميع السادة الخطباء:‏ أولاً: الالتزام بالوقت المحدد للخطبة مع الصلاة (30دقيقة) ‏ ثانياً: الالتزام بأركان الخطبة الخمسة:‏ •    حمد الله في الخطبتين.‏ •    الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخطبتين.‏ •    الوصية بالتقوى في الخطبتين.‏ •    قراءة آية من القرآن في إحداهما.‏ الدعاء بالمغفرة للمؤمنين والمؤمنات في خصوص الثانية.‏

 

مواضيع ذات صلة لـ خطبة عن خشة الله: