قصيدة سأذهب إلى أرض أخرى
كل من يحدق في البعيد سيبحث عن مدينة أخرى.
الإسكندرية لم تعد كما تركتها.
وبحرها الآن عجوز مصاب بالزهايمر.
لم يعد قادراً على إستقبال المراكب بل لم يعد قادراً على تذكر أيامه.
لم يعد أحد يبحر من الإسكندرية يا كافافي.
ولم تعد روحها تتجول في الطرقات بشعرها الطويل وبناطيلها الضيقة.
لقد سكنت العشوائيات، وعلى الدوام تلبس القفازات كي لا تصافح أحداً.
تلك المرأة التي أودع الحب عملات ذهبية حينما سافر إلى الحج فتبرعت بها لأبناء ليسوا من نسلها.
كان لديها هواية غريبة عندما تمشي على الشواطئ.
فبينما الآخرون يجمعون القواقع كانت تجمع الغرباء.
يناديها الغرباء يا أمنا.. أحياناً لا ترد لأنها مشغولة بوضع الميك أب..
يذكر مؤرخون أن طبختها لم تحترق يوماً.
وقالوا في ذلك: طبختها لا تحترق لأنها لم تضعها على النار يوماً وكانت تكتفي بالشمس.
إلا أن نادي حافظ يصر على انها تعلمت الطبخ من الأم تيريزا.