معني اسم الله العظيم
العَظِيمُ في اللغة صفة مشبهة لمن اتصف بالعظمة ، فعله عَظمَ يَعْظم عِظما يعني كبرَ واتسع وعلا شأنه وارتفع ، ولفلان عَظمة عندَ النَّاسِ أَي حُرْمة يُعظمُ لها ، وأَعْظمَ الأَمْرَ وعَظمَه فخَّمه ، والتعظِيم التَّبْجِيل ، والعَظِيمة النازلة الشديدة والملِمَّة إِذا أَعْضَلتْ والعَظمَة الكِبْرِياء ، وعَظمَة العبدِ كِبْرُه المذمومُ وتَجَبره ، وإِذا وُصِفَ العبد بالعَظمة فهو ذمٌّ لأَن العظمة في الحقيقةِ لله عز وجل، وعند البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني من حديث ابْنَ عُمَرَ t أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ تَعَظمَ فِي نَفْسِهِ أَوِ اخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ) .
والله عز وجل هو العظيم الذي جاوَزَ قدْرُه حدود العقل وجل عن تَصور الإِحاطةُ بكنْهِه وحَقِيقتِه ، فهو العظيم الواسع ، الكبير في ذاته وصفته ، فعظمة الذات دل عليها كثير من النصوص منها ما ورد عند ابن حبان وصححه الألباني من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة) .
أما عظمة الصفات فالله عز وجل له علو الشأن كما قال في كتابه : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) [الشورى:11] ، وقال أيضا : (( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَل تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً )) [مريم:65] ، وإذا كان عرشه قد وصفه بالعظمة وخصه بالإضافة إليه والاستواء عليه ، فما بالك بعظمة من استوى عليه وعلا فوقه ، وينبغي أن نعلم أن عَظمة اللهِ في ذاته لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ، لطلاقة الوصف وعجزنا عن معرفته ، فنحن لم نره ولم نر له مثيل ، فالله عظيمٌ في ذاته ووصفه وجلال قدره .