معني اسم الله القادر
القادر في اللغة اسم فاعل من قَدَر يَقْدِر فهو قادر ، يقال قَدَرْت الأمْر أقْدُرُه وأقدِّرُه إذا نَظَرتَ فيه ودَبَّرتَه ، وقدْرُ كل شيء ومِقْدارُه مِقْياسه ، وقَدَرَ الشيءُ بالشيء وقَدَّرَه قاسَه ، والتقدير على وجوه من المعاني ، أَحدها : التروية والتفكير في تسوية أَمر وتهيئته والثاني : تقديره بعلامات يقطعه عليها ، والثالث : أَن تَنْوِيَ أَمرا بِعَقدِك تقول قدَّرْتُ أَمر كذا وكذا أَي نويتُه وعَقدْتُ عليه ، ويقال قدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقدِرُ له إِذا نظرت فيه ودَبَّرْتَه وقايسته .
والقادر سبحانه وتعالى هو الذي يقدر المقادير في علمه ، وعلمه المرتبة الأولى من قضائه وقدره ، فالله عز وجل قدر كل شيء قبل تصنيعة وتكوينه ، ونظم أمور الخلق قبل إيجاده وإمداده ثم كتب في اللوح هذه المعلومات ودونها بالقلم في كلمات ، وكل مخلوق مهما عظم شأنه أو قل حجمه كتب الله ما يخصه في اللوح المحفوظ ، ثم يشاء بحكمته وقدرته أن يكون الأمر واقعا على ما سبق في تقديره ، ولذلك فإن القدر عند السلف مبني على التقدير والقدرة ، فبدايته في التقدير وهو علم حساب المقادير ، أو العلم الجامع التام لحساب النظام العام الذي يسير عليه الكون من بدايته إلى نهايته ، قال تعالى : (( وَإِنْ منْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ )) [الحجر:21] ، وقال أيضا : (( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً )) [الأحزاب:38] ، وقال سبحانه : (( إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً )) [الطلاق:3] ، وعند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال : ( كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلائِقِ قَبْل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلفَ سَنَةٍ ، وَعَرْشُهُ عَلى المَاءِ ) ، وفي رواية الترمذي : ( قَدَّرَ اللهُ المَقَادِيرَ قَبْل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلفَ سَنَةٍ ) ، فالقادر هو الذي قدر المقادير قبل الخلق والتصوير ، والقادر دلالته تتوجه إلى المرتبة الأولى من مراتب القدر ، وهي العلم والتقدير وإمكانية تحقيق المقدر ، ولذلك قال تعالى : (( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ )) [يس:81] ، وقال سبحانه أيضا : (( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ )) [المعارج:40/41] ، فالآيات تتعلق بإمكانية تحقيق المقدر ، وقال أيضا : (( وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ )) [المؤمنون:95] .