قصيدة في الإنتظار للشاعر محمود درويش

جوجل بلس

قصيدة في الإنتظار

في الانتظار، یُصیبُني ھوس برصد الاحتمالات الكثیرة:
ربما نسیت حقیبتھا الصغیرة في القطار،
فضاع عنواني وضاع الھاتف المحمول،
فانقطعت شھیتھا وقالت: لا نصیب لھ من المطر الخفیف
وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس،
واتصلت ولكن لم
تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردینیا لمسائنا وزجاجتین من
النبیذ
وربما اختلفت مع الزوج القدیم على شئون الذكریات، فأقسمت ألا ترى
رجلاً
یُھددُھا بصُنع الذكریات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطریق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتھا.
وما زالت تُعالج بالمھدئ والنعاس
وربما نظرت الى المرآة قبل خروجھا من نفسھا، وتحسست أجاصتین
كبیرتین تُموجان
حریرھا، فتنھدت وترددت: ھل یستحق أنوثتي أحد سواي
وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منھ، فرافقتھ إلى العشاء
وربما ماتت،
فان الموت یعشق فجأة، مثلي،
وإن الموت، مثلي، لا يحب الإنتظار..

مواضيع ذات صلة لـ قصيدة في الإنتظار للشاعر محمود درويش: