مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

أسباب ظهور الإلحاد

الإلحاد

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبى الله ورسوله محمد بن عبد الله، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، ورضى الله تبارك وتعالى عن آل محمد وأصحابه، والذين سبقونا بالإيمان، والتابعين إلى يوم الدين، وبعد :
فيتعرض المجتمع المسلم لحرب جديدة.. أخطر من كل الحروب العسكرية، إنها حرب الأفكار والثقافات، وما يصاحبها من حروب نفسية من نشر الشائعات الكاذبة المغرضة، ومحاولة تشويه الرموز الفكرية والعلمية، وهدم الأسوة والقدوة بتشويه القادة، وكل ذلك يهدف إلى تحويل المجتمع المسلم إلى نسيج مهلهل.. مستسلم، وإن كانت الحروب العسكرية التى يقوم بها الغرب ضد العرب والمسلمين تدفع المجتمعات إلى الفقر بتدميرها، ويكون الفقر مقدمة تمهد لفرض السياسات والأفكار بعد ذلك… فإن الحروب الفكرية الممنهجة هى آلية تدمير الإنسان معنويًّا وصناعة الهزائم النفسية.
ليس عبثًا ولا سدًى أن يدعم انتشار الأفلام الجنسية والمخدرات فى بلاد المسلمين.. ففى آخر الإحصائيات فى 2013م تم رصد أكثر من (2) مليونىْ موقع لتداول المسائل الجنسية وإشاعتها، وعشرات القنوات ومئات المواقع التى تشكك فى القرآن ونبى القرآن وسنته.. وفى كل ما هو إسلامى… إنهم يخترقون القلب بالشهوات والعقل بالشبهات.
ليس عبثًا إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية عن مشروعهم «الفوضى الخلاقة»… عفوًا «الفوضى الهدامة»… واستخدموا كل أنواع الحروب لتحقيقها، ثم أرسلوا موجة عاتية من الحروب الفكرية.. منها موجة الإلحاد.

عوامل ظهور الإلحاد

يقابل كل هذه الحروب والهجمات الخارجية واقع داخلى مرير ملىء بالسلبيات التى ساعدت على ظهور الإلحاد، ومن أهم هذه السلبيات:
1- الطرح المشوَّه للدين… بين الإفراط والغلو والتشدد… والتفريط والتساهل، وتحول المرجعية فى الدين إلى الشهرة بدلًا من التخصص والكفاءة… وأسهم الإعلام فى ذلك من خلال تقديمه من لا يحق له أن يتصدر العلم والفتوى، وظهر فى بعض القنوات الخاصة الاعتبار التجارى الذى يهدف إلى الربح على حساب الرسالة الإعلامية… وظهر اتجاه قوى فى هذه القنوات… ادفع وتكلم (ادفع وقوووول). وحدث خلط بين القيمة والشهرة.
2- الانفصام فى المجتمع بين الشعارات الدينية البراقة… والواقع المؤلم الذى نعيشه جميعًا ألمًا ومعاناة… فالمجتمعات العربية على قمة قوائم الفساد فى العالم… وأصبح الفساد قانونيًّا (يعنى يتم بإساءة استخدام القانون لصالح الفساد)… حتى صار فى كثير من مؤسسات المجتمع… اتجاه (ادفع وخالف).
3- افتقاد الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة فى كثير من الكبار (بالمعنى الاجتماعى) والوجهاء والمسؤولين والعلماء، وطغت النرجسية والأنانية والطمع، ونسى هؤلاء رسالتهم ومسؤوليتهم… بعيدًا عن جلال الإيمان وربانية المؤمن.
4- السقوط العلمى للمجتمعات الإسلامية والعربية أمام الحضارة الغربية، فليس للمسلمين حضور على الخريطة العلمية العالمية. ولا إسهام فى صنع الحضارة، وإنما هم فى موقع الاستهلاك الحضارى… ومن هنا شاعت أكذوبة «أن الإسلام ضد العلم» و«أن الإسلام سبب التأخر»… إلخ، وترتب على ذلك سحب الصراع الذى كان بين الكنيسة والعلم فى القرن السابع عشر فى أوربا على الإسلام.
وفى إطار هذه الفتن والثقافات المضادة الوافدة… اتسعت مساحة الأسئلة وتجاوزت السؤال : ماذا أفعل؟ لتصل إلى السؤال : لماذا أفعل؟!!! وما كان من المُسلمات فى الماضى (المقدسات وأمور الغيب) أصبح الآن موضع نقاش… ويستلزم هذا أن يتسع الصدر لكل الأسئلة… وأن نبين بالعلم والعقل الإجابات المقنعة عن هذه الأسئلة الجديدة.
ولا يخفى على وعى عاقل بصير بأن التقنية الحديثة يستخدمها الآخر فى إتقان صناعة الزيف فى حياتنا، وتسهم عمليات التزوير اللغوى فى ذلك… فالتحرش الجنسى تحرر جنسى وحرية شخصية !!!، ولم تعد العذرية مهمة للبنات !!!، والكفر والإلحاد حرية !!!، والأجساد العارية جمال إنسانى !!!، والجرأة على تأويل نصوص القرآن بغير علم تحت عنوان : الفكر حرية !!! وبحجة مواجهة التشدد والتطرف يباح الانحلال والتسيب !!!، ونحن الشرق الأوسط ولسنا الشرق العربى أو الإسلامى !!!… إلخ.
وهذا الكتاب أردت به أن يكون شمعة تنير طريق الباحثين عن الحقيقة، وقد راعيت فى لغته التيسير، فهى أشبه ما تكون بالفصيحة العامية، أيضًا جاريت الشباب فى نمط الكتابة الجديدة على صفحات facebook من تكرار بعض الحروف للتأكيد وإظهار الأهمية، واستخدام النقط المتجاورة كبديل عن الفاصلة… وللإشارة إلى أن هذا الموضع فيه تفصيل، وذلك لأن الكتابة السريعة كالكلام الشفهى السريع يختلف عن الكلام المكتوب بتمهل وتؤدة ومراجعة وآثرت أن أخاطبهم بأسلوب قريب من طريقتهم ليسهل عليهم الفهم والاستيعاب.
كما آثرت تسجيل أسئلة الملحدين كما وردت عبر صفحة facebook (الملحدون يعترفون) بلغتهم وأسلوبهم كما دونوها بأخطائها النحوية والإملائية والأسلوبية بل وبلهجة كل منهم لتكون مرآة صادقة للحالة التى هم عليها، هذا من جانب، ومن جانب آخر ليقف العلماء والمربون على حجم الفراغ لدى الشباب الذى تسببنا فيه بإهمالنا لهم… وقدر الغربة التى يغرق فيها الشباب… ليست الغربة عن الإيمان فقط… بل وعن لغته وثقافته… مسخ كامل للهوية العربية والإسلامية.
واقتصرت على إجابة الأسئلة التى تخص جانب التفكير فى القرآن، وفى التشريع، وفى الإيمان… إلخ.
أما ما كان من شبهات مثارة وافتراءات فأحلته إلى موسوعة بيان الإسلام للرد على الشبهات. www.bayanelislam.net
والجزء الخاص بالعلوم الطبيعية تركته لأهله يتحدث فيه أهل هذه التخصصات، بالإضافة إلى الإحالة إلى مواقع الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة.

موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة www.eajaz.org)
(موقع الإعجاز الخاص م/ عبد الدايم الكحيل www.kaheel7.com)
ولا يفوتنى فى هذه العجالة أن أشير إلى إيراد عدد من التعليقات والإجابات التى شارك بها الشيخ جمال قطب الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الذى شرَّف الصفحة وشارك فى الحوار، جعل الله هذه المشاركة فى ميزان حسناته. وكان للمشاركة المتميزة للأستاذ الدكتور جمال الدين إبراهيم (أستاذ علم السموم بكاليفورنيا) ومداخلاته التى اتسمت بالأسلوب العلمى المنطقى- كبير الأثر فى إثراء حوارات ومساجلات الصفحة فله أجزل الشكر منى وعظيم الثواب من الله.
وسيلحظ القارئ تكرارًا فى الإجابات والمعلومات لتكرار عدد من الأسئلة واختلاف الطرح بها مع ثبات الإجابة عنها.
إننى فى هذا الكتاب أجتهد فى تصحيح المعلومات وتقديم الحقائق بالعقل والعلم، كى يستطيع الباحث عن الحقيقة أن يتخذ قراره الصحيح المبنى على حقائق ومعلومات صحيحة…، لأن المعلومات الخاطئة تؤدى إلى قرارات خاطئة ومضللة.
والحوار موصول… مع تحياتى… واحترامى للجميع… وتمنياتى بالوصول إلى الحقيقة… وإلى بر الأمان باقتناع ورضا… والحمد لله رب العالمين.

Exit mobile version