مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

خلفان بن جميل السيابي

خلفان بن جميل السيابي

هو الشَّيخ العلَّامَة أبو يحيى خلفان بن جميّل بن حرمل بن مهيّل بن علي بن سليم بن المر بن سالم بن هويشل السيابيّ نسبةً إلى قبيلة آل المسيب في عمان.
وُلِدَ عام 1308هـ في إزكي ثمَّ انتقل إلى سمائل، في أحضان عائلة فقيرة، ولكن ذلك لم يمنعه من الانقطاع إلى العلم والرغبة فيه والاستزادة منه، وكان مفهومه للعلم ذلك المفهوم الرباني الذي عُرِفَ به السلف الصالح حيث كانوا يطلبون العلم لوجه اللَّه مخلصين له الدين، فانقطع له طالبًا متفرغا، وتحصن له بالزهد والورع والتقوى، فكان لا يرى نهارًا إلا صائما ولا ليلا إلا قائمًا، قليل الكلام، فيه جد وصرامة.
أخذ العلم عن الإمام الخليلي والشَّيخ أبي عبيد السليمي والشَّيخ عامر بن خميس المالكي.
وأخذ عنه العلم جماعة كبيرة، منهم الشَّيخ محمد بن راشد الخصيبي والشَّيخ سعيد بن خلف الخروصي والشَّيخ سالم بن حمد الحارثي وغيرهم.
تولَّى أوقاف بلدة سيما زمن الإمام سالم بن راشد الخروصي، ثمَّ صار مدرسًا ومرجعًا للفتيا في عهد الإمام محمد بن عبد اللَّه الخليلي، الذي ولَّاه القضاء في بعض المناطق، ثمَّ تولَّى القضاء للسلطان سعيد بن تيمور، وبعد هذه الرحلة الطويلة اعتزل القضاء وعاد إلى سمائل؛ ليكون مرجعًا للفتوى والأحكام الشرعية وحَلِّ المشكلات القضائية.
وكان مجلسه أينما كان غاصًّا بالزائرين بين مسترشد ومستفت.
تنوعت مؤلفاته بين النثر والنظم فمنها: “سلك الدرر الحاوي غرر الأثر”، وهي منظومة في الفقه والأحكام في ثمانية وعشرين ألف بيت، وهي نظم كتاب “النيل” من تأليف الشَّيخ عبد العزيز الثميني الميزابي الجزائري وختمه بمنظومة في السير من عصر النبي -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم- حتى القرن الرابع عشر الهجريِّ، وله أيضًا: “جلاء العمى في ميمية الدماء”، في الأروش والديات والدماء، وكتاب: “فصول الأصول”، في أصول الفقه وقواعده الهامة، وكتاب: “بهجة المجالس” وهي منظومة تحتوي على أسئلة فقهية وأجوبتها، وكتاب: “فصل الخطاب في المسألة والجواب” وهي مطارحات فقهية.
انضوت قصائده على الكثير من الحكم والمواعظ، من قصائده البديعة “القطرة الغيثية والوسيلة الإلهية” في 201 من الأبيات تقع ضمن شعر السلوك العماني مطلعها:
على بابِ من أهوى يلذُ لي الذلُ//فيا عز قومٍ تحت أعتابهِ ذلُّوا
أحبتنا إن الصدودَ معذِّبي//ولكن عذابي مُرّه فيكمُ يحلو
أجود بنفسي في هواكم وإنها//لِمن عندكم والفرعُ مرجعهُ الأصل
فإن تقبلوها فهو لي غاية المنى//وإلا فوا ويلاه إن دفعَ البذل
إلى أن قال:
إلهي أنا العبد الذليل وكيف لا//وعزك منقادٌ له البعض والكل
وكيف ينال الضيم والهضم جانبي//وأنت نصيري أم يَمُرُّ بي الذل
وعزك عزي يا عزيز وموئلي//أصول على الأعدا به وبه أعلو
أناخت بك الآمال مني جميعها//وألقت عصى التسيار وانقطع السبل
فكيف يخيب القصد عندك سيّدي//أغيرك يُرجى أم سواك له أهل
وها أنا مُدل بافتقاري وفاقتي//إليك وظني فيك أن ينجح السؤل
كانت وفاته -رَحِمَهُ اللَّه- عام 1392هـ.

Exit mobile version