مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

محمد بن عبد اللَّه الخليلي

محمد بن عبد اللَّه الخليلي

هو الإمام العادل والعالم المجتهد محمد بن عبد اللَّه بن سعيد بن خلفان الخليلي.
وُلِدَ في بلدة محرم بسمائل سنة 1299هـ/1882م، وأقام بنزوى.
من أشهر أئمة عمان، وأحد أحفاد العالم الشهير المحقِّق سعيد بن خلفان الخليلي مرشد إمامة عزان بن قيس البوسعيدي”1868 – 1871م”.
كان لعائلة الإمام الخليلي دور كبير في تكوينه العلمي والقيادي، فقد نشأ الإمام في حجر أبيه الشَّيخ عبد اللَّه بن سعيد الخليلي وكان صاحب رئاسة، وعمّه أحمد بن سعيد بن خلفان من أعلم أهل زمانه.
قرأ الإمامُ النحوَ على الشَّيخ محمد بن عامر الطيواني، وكان يجالس الشَّيخ حمد بن عبيد السليمي والشَّيخ عبيد بن فرحان.
وبعد ما جمع الإمام قدرًا من المعرفة والاطلاع توجَّه إلى كعبة العلوم في تلك الفترة الشَّيخ السالمي وأكبَّ على العلوم بكل جدٍ واجتهاد ففاق أقرانه.
ومما يدل على مكانة الإمام العلمية أن قطب الأئمة اطْفَيِّش أرسل له رسالة يطلب منه الإقرار له بأنه بلغ درجة الاجتهاد الثالثة وهو الاجتهاد المطلق لحاجة لم يسمها القطب؛ رغم صغر سن الإمام فقد كان في التاسعة والعشرين من عمره، ولا َيَعرِف الفضلَ إلا أهلُه.
تولَّى الإمامة عقب مقتل الإمام الرضي سالم بن راشد الخروصي(1338هـ) بترشيح من علماء الأمة حينئذ وعلى رأسهم رئيس قضاة الإمامة عامر بن خميس المالكي، والعالم ماجد بن خميس العبري.
اتَّفقت الكلمة عليه فأبى، وأصر العلماء ثلاثًا على إمامته لما توسموا فيه، وعُرِفَ به من صلاحية وتأهل لهذه المهمة الشاقة، وفي تلك الظروف الصعبة.
عُرِفَ عنه سعة العلم، وحب الخير، وحسن السيرة، كان -رَحِمَهُ اللَّه- بعيد الغضب، لا يرى غضبان أبدًا إلا إذا انتهكت محارم اللَّه، دائم الفكر حَمولًا للأذى واسع الصدر أكثر دهره صامتًا، فإذا تكلم تكلم بعلمٍ، وإذا سكت فعن أدبٍ، وهبه اللَّه – عزَّ وجلَّ – الفراسة، قد يدخل عليه الزائر فيستغرق الإمام النظر فيه، ثمَّ يعرب للضيف عن قصده.
وقد أنشأ الإمام الخليلي مدرسة خرجت الكثير من العلماء والقضاة ما زال بعضهم على قيد الحياة، من أشهرهم: الشَّيخ سفيان بن محمد الراشدي، والشَّيخ سعيد بن ناصر السيفي، والشَّيخ محمد بن شامس البطاشي وغيرهم.
وكان في عهده التوقيع على معاهدة السيب عام 1920م بين إمامة عمان – الداخل- وسلطنة مسقط وعمان-الساحل-.
في عام 1343 هـ -1924م زار الزعيم الليبي إبراهيم باشا الباروني عمان فكلفه الإمام الخليلي بإصلاح شؤون الدولة الإدارية وعينه رئيسا للوزراء، وكان للباروني دور في التقريب بين الإمام والسلطان.
واتَّفاق الإمام مع السلطان على حرب بن جلوي في البريمي دليل على علاقته بالسلطان وتعاونهم في قتال العدو المشترك.
وقد كانت للإمام مراسلات مع الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في توحيد الأمة وجمع الشمل كما أرسل إلى الشَّيخ سليمان باشا الباروني باسم جميع العمانيين للسعي إلى الصلح بين آل سعود والأشراف أثناء تقاتلهم على الحجاز، والتي قارنتها رسالة أخرى للغاية ذاتها من السلطان تيمور بن فيصل.
وكتب رسالة إلى محمد نجيب وكان أول رئيس لجمهورية مصر، وله مراسلات أيضًا مع القنصل البريطاني.
انتقل إلى رحمة اللَّه يوم الاثنين 29 شعبان سنة 1373هـ/3 مايو 1954م.
وكانت مدة إمامته أربعًا وثلاثين سنة وتسعة أشهر وسبعة عشر يومًا ودُفِنَ بين الإمامين ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف اليعربيين في مقبرة الأئمة بنزوى.

Exit mobile version