مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

قصة لن يستطيع الماء إغراق قاربك

قصة لن يستطيع الماء إغراق قاربك

كان الفتى شغوفاً أن يذهب مع أبيه في رحلة صيد إلى وسط البحر.
كان أمله أن يكون على ظهر القارب حينما يعود قبل الغروب، بعدما ظلّ سنوات عمره السابقة ينتظر مجيئه إلى الشاطئ، وجاءت اللحظة التي زفّ فيها الأب لفتاه البشارة.
وخرج القارب بعد شروق الشمس مُتّجهاً إلى وسط البحر، وعلى متنه جَلَس الفتى مُتأهباً لصُنع تاريخه الخاص كصياد محترف.

كانت الأمور طبيعية قبل أن تهُبّ عاصفة؛ فتُحيل السماء، إلى غيوم ومطر وبرق..
كان الأب يعمل بدأب من أجل امتلاك زمام القارب، لم يَبدُ عليه جَزَع ولا خوف، خِبرته بأمورالبحر ومروره بأشياء مشابهة -وربما أكثر خطراً- جَعَلَته يتعامل مع الأمر وكأنها كبوة يجب التعامل معها بحسم وجدّية.
بَيْد أنّ الفتى -الذي لم يتعوّد أن يكون في وسط العاصفة- كان مضطرباً خائفاً؛ حتى إنه لم يستطع أن يمنع نفسه أن يذهب إلى أبيه ويبثّه خوفه مرتعداً: المياه يا أبي ستُغرقنا، إنها النهاية لا ريب. فما كان من الأب إلا أن أمسك بكتف صغيره بقوة، ونظر في عينيه،
وقال له:
لن يستطيع ماء البحر جميعه إغراق قاربك، مادام لم يصل إلى داخله.

نعم؛ فالداخل هو الأهم؛ حيث الجوهر والكيان الأصلي.

Exit mobile version