مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

ما هو تاريخ اليمن القديم

ما هو تاريخ اليمن القديم

على أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، شهدت اليمن قيام ممالك مدينة وهناك إختلاف بين الباحثين حول أصول بناة هذه الممالك، يقترح بعضهم استنادا على التشابه اللغوي أن السبئيين نزحوا من كنعان ويستدلون كذلك بنصوص من التوراة مثل هجوم السبئيين على أيوب وقتلهم أطفاله ففي هذا دلالة أن السبئيين كانوا أعراباً قبل استقرارهم في مأرب من وجهة نظرهم ولكن هذه استناجات قديمة من الباحثين الألمان في القرن التاسع عشر وهي مرفوضة حالياً اليمن أحد أقدم المناطق المأهولة في العالم وهناك دلائل على حضارات بدائية تسبق المملكة السبئية ولكن القليل هو المعروف عن هذه الفترة وكيفية الإنتقال من العصر البرونزي إلى عصر ممالك القوافل نظراً لقلة الدراسات الأثرية عن اليمن والتي تتعرض لمضايقات وعرقلة مدفوعة بعدم الرغبة في إسكتشاف تاريخ اليمن والجزيرة العربية ككل قبل الإسلام.

حسب الضئيل الذي عثر عليه بظاهر الأرض، كانت الممالك أو الإتحادات القبلية الأربع الرئيسية تتاجر بالبخور والبهارات والمر والذهب ويذكر العهد القديم قصة ملكة سبأ وزيارتها للملك سليمان وقدومها بقوافل محملة بالطيب والذهب وتعتبر مأرب مهد الحضارة اليمنية القديمة.
بدأ السبئيون بالتوسع شيئا فشيئا والإستيلاء على الإمارات الصغيرة التابعة للممالك الأخرى قرابة القرن التاسع قبل الميلاد.
لا توجد أنهار في اليمن كتلك الموجودة بمصر والعراق وطبيعة الأرض جبلية وعرة فظهرت ممالك متعددة، متحاربة ومتصارعة للسيطرة على الموارد المحدودة أشهرها وأقواها كانت مملكة سبأ.

للتغلب على قسوة الطبيعة، بنى السبئيون سد رحاب (سد مأرب) في القرن الثامن ق.م وربما العاشر وكان سببا رئيسياً لإزدهار وقوة المملكة[10] كان السد معجزة هندسية في تاريخ شبه الجزيرة العربية، يروي مايقارب 98,000 كم مربع، يدفع 1,700 متر مكعب من السيول حاملة 2000 طن من المياه في الثانية عُرفت هذه الواحة البشرية الصنع بـ”أرض الجنتين”.
كان السبئيون يحكمون من كهنة يسمى أحدهم مكرب والمكرب كان أعلى طبقة إجتماعية في اليمن القديم، معنى كلمة مكرب غير واضح ولكنها بالتأكيد ليست ملك أو أمير. لقرون عديدة، سيطر السبئيون على التجارة الصادرة بين البحر الأبيض المتوسط والهند وكان السبئيون يروجون الشائعات التي صدقها اليونانيون لفترة، من قبيل أن هناك ثعابين مجنحة لا تسمح لأحد سوى السبئيين بالاقتراب من مصادر انتاج البخور واللبان. اخترع أبناء سبأ احساسا بالهوية عن طريق الدين، فعبدوا إلههم إل مقه وأقنعوا أنفسهم أنهم أبنائه.

مابين 700 ـ 685 ق.م ، قام المكرب كربئيل وتر الأول بتغيير لقبه من مكرب إلى ملك وشن حملات واسعة وخلد انتصاراته ومعاركه في كتابة تركها بمدينة صرواح عاصمة السبئيين الدينية وجمع الممالك الأربع وكل الإمارات الصغيرة تحت حكمه عقب حملات عسكرية خلفت تسعة وثلاثين ألف قتيل وثلاث وسبعين ألف أسير أقام السبئيون مستعمرات تجارية لهم في مواضع متعددة من شبه الجزيرة العربية أبرزها مملكة كندة في نجد ومستعمرة في أكسوم بشمال إثيوبيا ونقلوا نظام كتاباتهم القديم إلى تلك المناطق في القرن الرابع ق.م، انتقل الملك في سبأ لأبناء همدان بقيادة الملك وهبئيل يحز.
كان الهمدانيون سادة المرتفعات الشمالية الغربية وقد ظهروا في فترة مضطربة ومربكة في تاريخ مملكة سبأ واليمن القديم بشكل عام وحاولوا فرض تقديس إلههم تألب ريام على باقي القبائل.

في القرن الثالث، تحالفت ممالك حضرموت ومَعيَّن وقتبان واستقلوا عن مملكة سبأ وتبادلت الممالك الأربع موازين القوى لفترة، فسيطرت مَعيَّن على الطريق التجارية وأقاموا مستعمرة لهم في ديدان وسيطرت مملكة قتبان على حضرموت عام 230 ق.م. على أواخر القرن الثاني ق.م ضعفت مملكة سبأ واقتصر سلطانهم على مأرب وصنعاء واستعرت الفوضى بين مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة قتبان، كل يقاتل لأجل الصدارة فاستعادت مملكة سبأ هيمنتها على مملكة معين وأحرقت مدينة تمنع عاصمة مملكة قتبان، وقضى ملك سبأ إيلي شرح يحضب جل فترة حكمه يخمد التمردات وبحلول العام 25 ق.م، كان السبئيون القوى المهيمنة على جنوب شبه الجزيرة العربية من جديد.

في العام 25 ق.م، أرسل الإمبراطور أغسطس قيصر حملة عسكرية بقيادة حاكم مصر الروماني أيليوس غالوس. امتلك الرومان معلومات جغرافية وسياسية ضئيلة ومتناقضة عن اليمن فأُبيد الجيش الروماني من عشرة آلاف مقاتل أمام أسوار مأرب وانسحب غالوس وصديقه سترابو إلى الإسكندرية وأُعدم دليلهم النبطي بتهمة الخيانة ولم تُكتشف كتابة بخط المسند عن الحملة الرومانية بعد.

عقب الحملة الرومانية، ادعت عدة فصائل حقها في الملك، همدان وحِميَّر تحديداً فكان هناك ثلاث زعماء يلقبون أنفسهم بلقب ملك سبأ وذو ريدان تمكن الحِميَّريين من السيطرة على صنعاء عام 100 بعد الميلاد لمدة ثمانين سنة حتى طردهم أقيال من حاشد عام 180 واستمرت المعارك القبلية الصغيرة بين الفريقين حتى تمكن الحِميَّريين بقيادة شمَّر يهرعش من القضاء على كل الإقطاعيات ودخلت البلاد مرحلة الحكم المطلق للحميريين وأتخذوا من ظفار يريم عاصمة لمملكتهم، وألغوا النظام الإتحادي الذي كان سائداً أيام دولة السبئيين ذلك لإن النصوص المكتشفة أيام السبئيين، تظهر أن زعماء قبائل وإقطاعيات واسعة كانوا يشيرون لأنفسهم بملوك كذلك واقتصرت علاقتهم بمأرب على دفع الضرائب السنوية، فاختفت الألقاب الملكية لتقتصر على أذواء ريدان، فكان الحميريين أول من عين حكاماً للمقاطعات في تاريخ اليمن القديم سموهم جباة الملك.

إعتبار ظفار يريم عاصمة لم يقلل من أهمية مأرب عند الحميريين، بل استمروا بتقديم القرابين والأضحية في المعبد الرئيسي بمأرب ومرد ذلك كان رغبة الحِميَّريين باستمرارية التقاليد الموروثة وإضفاء شرعية لملكهم أمام السكان وأتخذ الحميريين من العام 115 ق.م مبدأ لتقويمهم وقاموا بتوحيد آلهة الممالك وإعتبار رحمن إله الأرض والسماء والأوحد شهدت البلاد مرحلة من الفوضى عقب وفاة شمَّر ذلك أن عدة بيوت حِميَّرية ادعت حقها في الملك، إلى أن استعاد ذمار علي يهبر السيطرة ليكون جد سلالة قوية من الحميريين هيمنت على اليمن وباقي شبه الجزيرة العربية لمايزيد عن 250 سنة

بدأ الروم بمحاولة نشر المسيحية في اليمن قرابة القرن الرابع الميلادي فأرسل الإمبراطور قنسطانطيوس الثاني بعثة بقيادة ثيوفيلوس الهندي لتنصير الحميريين ولكن وفقا لفيلوستورغيوس، فإن البعثة تعرضت لعرقلة من يهود محليين وأكتشفت عدة كتابات بخط المسند والعبرية تشير إلى رحمن وإسرائيل وأقيالٍ يهود ولكن وفقا للبعثة المسيحية، فإنهم تمكنوا من تنصير نجران والمخا وظفار يريم وبناء ثلاث كنائس في هذه المدن كان الملك شرحبيل يعفر الذي توفي عام 465 آخر ملوك حميَّر من سلالة ذمار علي يهبر ليخلفه الملك شرحبيل يكف الذي يعتبر مؤسس سلالة جديدة من الحميريين.

بحلول العام 516 (القرن السادس)، أصبحت مملكة حمير منقسمة على نفسها على طول الخطوط الدينية وصراع مرير بين فصائل عديدة مهد الطريق لتدخل من مملكة أكسوم المسيحية. إذ يتضح وقوع صراع ما على السلطة بدلالة إكتشاف كتابات لشخصين متحاربين كلاهما يلقب نفسه باللقب الملكي للحِميَّريين كان الملك معد يكرب يعفر آخر ملوك حِميَّر الشرعيين وكان مسيحياً وتعاون مع مملكة أكسوم ضد أعدائه من اليهود الحميريين وشن حملة عسكرية بإيعاز من بيزنطة ضد المناذرة بمساعدة من قبائل عربية مسيحية مرتبطة ببيزنطة كان المناذرة بجنوبي بلاد الرافدين متراساً لللإمبراطورية الساسانية الفارسية والتي كانت غير متسامحة مع دين تبشيري كالمسيحية.

ظهر يوسف أسأر وكان أحد الأذواء اليهود الذين ظهروا في نفس الفترة المضطربة. بظهور يوسف كانت المملكة الحميرية قد سقطت على أرض الواقع. كان المسيحيون في اليمن قد ارتكبوا عمليات قمع ممنهجة ضد اليهود وأحرقوا العديد من المعابد اليهودية عبر البلاد فانتقم يوسف لليهود بقدر كبير من القسوة أشهر وقائعه كانت في نجران، مصادر الإخباريين بعد الإسلام ذكرته ولكنها مصادر بلا قيمة تاريخية تذكر وشن حملات على الطول الساحل الغربي في تهامة حتى وصل باب المندب، ليعيق وصول الإمدادات للمسيحيين في اليمن من مملكة أكسوم على الضفة المقابلة إذ كان المسيحيين في نجران طابورا خامساُ لمملكة أكسوم.

قتل المسيحيين بتلك الصورة برر تدخل بيزنطة ودعمها لأكسوم وتمكن الأسطول البيزنطي من هزيمة يوسف أسأر أو “ذو النواس الحِميَّري” عام 525 – 527 للميلاد وعُين شميفع أشوع حاكماً على البلاد، وقاموا بإعادة إعمار كل الكنائس التي هدمها ذو النواس منها ثلاث كنائس جديدة في نجران وحدها قُتل شميفع أشوع من قبل أبرهة بعد خمس سنوات وأعلن نفسه ملكاً مستقلاً على حِميَّر وأعاد استخدام اللقب الملكي للحميريين ونسجت حوله قصص وأساطير بعد الإسلام كعادة الإخباريين.
شن أبرهة حملة واسعة على الحجاز، وفقا لكتابة بخط المسند دونها بنفسه وكتابات البيزنطيين، فإن الحملة كانت ناجحة بينما تذكر الأساطير العربية أن طيوراً خرجت من البحر هزمته.

بقيت البلاد على ماهي عليه من الإضطراب حتى بعد عودة الحِميَّريين بقيادة شخصية شبه أسطورية تدعى سيف بن ذي يزن وفقا لمصادر متأخرة فلم يعد لحِميَّر سلطان على أحد وبقيت القبائل مستقلة عن أي حكومة حتى الإسلام ذكرت المصادر البيزنطية المعاصرة لتلك الفترة أن الإمبراطورية الفارسية استولت على عدن معظم المناطق كان خاضعا لزعماء محليين باستثناء عدن وصنعاء وتعتبر تلك الفترة نهاية الحضارة اليمنية القديمة، إذ لم يعثر الباحثون على كتابة واحدة أو شاهد بالمُسند عن هذه الفترة من تاريخ اليمن.

Exit mobile version