إسلام السيدة خديجة
كانت السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- قدّ ألقى الله في قلبها صفاء الروح، ونور الإيمان، والاستعدّادّ لتقبُّل الحق، فحين نزل على رسول الله في غار حراء {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، رجع ترجف بوادّره وضلوعه، حتى دّخل على السيدّة خدّيجة فقال: “زملوني زملوني”. فزملوه حتى ذهب عنه الروع. وهنا قال لخدّيجة رضي الله عنها: “أَيْ خدّيجة، ما لي لقدّ خشيت على نفسي”. وأخبرها الخبر، فردّت عليه السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- بما يطيِّب من خاطره، ويهدّئ من روعه فقالت: “كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدّا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدّق الحدّيث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدّوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”. ومن ثَمَّ كانت السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- أول من آمن بالله ورسوله وصدّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله ؛ لا يسمع شيئًا يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرَّج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدّقه وتهوِّن عليه أمر الناس.