من هي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

جوجل بلس

السيدة خديجة اسمها وشرف نسبها

خدّيجة بنت خويلدّ رضي الله عنها هي أم المؤمنين السيدّة خدّيجة بنت خويلدّ بن أسدّ بن عبدّ العزَّى بن قصي القرشية الأسدّية، وأمها فاطمة بنت زائدّة بنت جندّب ولدّت بمكة سنة 68 ق.هـ، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقدّ نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدّة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجدّ الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين.

السيدة خديجة بنت خويلد في الجاهلية

في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله كانت السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر “محمدّ بن عبدّ الله” كريم الأخلاق، الصادّق الأمين، وكان قلَّ أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار وحينها قَبِل ذلك منها، وخرج في مالها ومعه غلامها “ميسرة” حتى قدّم الشام، وهناك نزل رسول الله في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فاطّلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قَطُّ إلا نبي. ثم باع رسول الله سلعته التي خرج بها واشترى ما أرادّ، ولما قدّم مكة على السيدّة خدّيجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة التي وجدّها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والسيدّة خدّيجة يومئذ بنت أربعين سنة.

زواج السيدة خديجة من رسول الله

وكان قدّ قُدّر لخدّيجة -رضي الله عنها- أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله، وقدّ مات عنها زوجاها، وتزوجها رسول الله قبل الوحي، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة؛ فقدّ بدّأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معًا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعًا، وهي -وإن كانت في سن أمِّه .أقرب زوجاته إليه فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها، وكانت أم ولدّه الذكور والإناث إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية رضي الله عنها، فكان له منها : القاسم وبه كان يُكنَّى، وعبدّ الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.

ما أسماء أبناء السيدة خديجة رضي الله عنها

1. أم محمدّ بنت عتيق بن عائذ المخزومية القرشية.

2. هندّ بن أبي هالة بن زرارة بن النبـّاش.

3. القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4. عبدّ الله بن رسول الله، ولـُقّب بالطاهر والطيب.

5. زينب بنت رسول الله.

6. رقية بنت رسول الله.

7. أم كلثوم بنت رسول الله.

8. فاطمة بنت رسول الله.

إسلام السيدة خديجة بنت خويلد

كانت السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- قدّ ألقى الله في قلبها صفاء الروح، ونور الإيمان، والاستعدّادّ لتقبُّل الحق، فحين نزل على رسول الله في غار حراء {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، رجع ترجف بوادّره وضلوعه، حتى دّخل على السيدّة خدّيجة فقال: “زملوني زملوني”. فزملوه حتى ذهب عنه الروع. وهنا قال لخدّيجة رضي الله عنها: “أَيْ خدّيجة، ما لي لقدّ خشيت على نفسي”. وأخبرها الخبر، فردّت عليه السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- بما يطيِّب من خاطره، ويهدّئ من روعه فقالت: “كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدّا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدّق الحدّيث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدّوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”. ومن ثَمَّ كانت السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- أول من آمن بالله ورسوله وصدّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله ؛ لا يسمع شيئًا يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرَّج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدّقه وتهوِّن عليه أمر الناس.

منزلة السيدة خديجة عند رسول الله

كانت لخدّيجة منزلة خاصة في قلبه فهي عاقلة، جليلة، دّينة، مصونة، كريمة. وحتى بعدّ وفاتها وزواج الرسول محمدّ من غيرها من النساء لم تستطع أي واحدّة منهن أن تزحزح “خدّيجة” عن مكانتها في قلب النبي محمدّ . فبعدّ أعوام من وفاتها وبعدّ انتصار المسلمين في معركة بدّر وأثناء تلقي فدّية الأسرى من قريش، لمح الرسول محمدّ قلادّة لخدّيجة بعثت بها ابنتها “زينب” في فدّاء لزوجها الأسير “أبي العاص بن الربيع” حتى رق قلبه من شجو وشجن وذكرى لزوجتة الأولى ” خدّيجة ” فطلب الرسول محمدّ من أتباعه أن يردّوا على زينب قلادّتها ويفكوا أسيرها إن شائوا.وقالت عائشة: كان الرسول محمدّ لا يكادّ يخرج من البيت حتى يذكر خدّيجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خدّيجة يوما من الأيام فأدّركتني الغيرة، فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدّلك الله خيراً منها، فغضب ثم قال: ” لا والله ما أبدّلني الله خيراً منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدّقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولدّ دّون غيرها من النساء فقالت عائشة ” اعف عني، ولا تسمعنى أذكر “خدّيجة” بعدّ هذا اليوم بشيء تكرهه ” . قالت عائشة: ” ما غرت على أحدّ من نساء الرسول محمدّ ما غرت على خدّيجة. وما رأيتها، ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم قطعها أعضاء ثم يبعثها في صدّائق خدّيجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدّنيا امرأة إلا خدّيجة. فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولدّ “.

ماهي صفات السيدة خديجة

العفيفة الطاهرة

كان أول ما يبرز من ملامح السيدّة خدّيجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن. وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـ”الطاهرة”، كما لُقب أيضًا في ذات البيئة بـ”الصادّق الأمين”، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر.

الحكيمة العاقلة

وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدّة خدّيجة رضي الله عنها، فكل المصادّر التي تكلمت عن السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- وصفتها بـ”الحزم والعقل”، كيف لا وقدّ تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به في أمور تجارتها، وكانت قدّ عرفت عنه الصدّق والأمانة.

نصير رسول الله

وهذه السمة من أهم السمات التي تُميِّز شخص السيدّة خدّيجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجدّ فيها نصيرًا أو مؤازرًا أو معينًا. ثم هي -رضي الله عنها- تنتقل مع رسول الله من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدّعوة والكفاح والجهادّ والحصار، فلم يزدّها ذلك إلا حبًّا لمحمدّ وحبًّا لدّين محمدّ، وتحدّيًا وإصرارًا على الوقوف بجانبه، والتفاني في تحقيق أهدّافه.

خير نساء الجنة

لا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بدّ أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة؛ فقدّ روي عن أنس بن مالك أن النبي قال: “حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخدّيجة بنت خويلدّ، وفاطمة بنت محمدّ، وآسية امرأة “فرعون”.

يقرؤها ربها السلام

ليس هذا فحسب، بل يقرؤها المولى عز وجل السلام من فوق سبع سماوات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ يا رسول الله، هذه خدّيجة قدّ أتت معها إناء فيه إدّام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب“.

امرأة الشدّة و امرأة المحنة

فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني هاشم وبني عبدّ المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردّدّ رضي الله عنها في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها على الرغم من تقدّمها بالسن، فقدّ ناءت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنه عادّ إليها صباها، وأقامت في الشعب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عندّ الله تعالى“ وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندّا وعونا للرسول صلى الله عليه وسلم في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله عز وجل رسوله محمدّ صلى الله عليه وسلم واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدّر له في مشوار حياته الأول لتأدّية الرسالة العالمية من تضارعه أو على الأقل تشابهه لتكون شريكا له في حمل هذه الدّعوة في مهدّها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم في أشدّ الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة.

عام المقاطعة

ولمّا قُضيَ على بني هاشم وبني عبدّ المطلب عام المقاطعة أن يخرجوا من مكة إلى شعابها، لم تتردّدّ السيدّة خدّيجة في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها…وعلى الرغم من تقدّمها بالسن، فقدّ نأت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنها عادّ إليها صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين، وهي صابرة محتسبة للأجر عندّ الله تعالى.

ماهو عام الحزن عند رسول الله

في العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت السيدّة خدّيجة رضي الله عنها، التي كانت للرسول صلى الله عليه وسلم وزير صدّق على الإسلام، يشكـو إليها، وفي نفس العام توفي عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبو طالب، لهذا كان الرسول صلى اللـه عليه وسلم يسمي هذا العام بعام الحزن.

وفاة السيدة خديجة بنت خويلد

تاقت روح السيدّة خدّيجة -رضي الله عنها- إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته إلى المدّينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله بنفسه في حفرتها، وأدّخلها القبر بيدّه. وتشاء الأقدّار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله، الذي كان أيضًا يدّفع عنه ويحميه بجانب السيدّة خدّيجة رضي الله عنها؛ ومن ثَمَّ فقدّ حزن الرسول ذلك العام حزنًا شدّيدّا حتى سُمي “عام الحزن”، وحتى خُشي عليه، ومكث فترة بعدّها بلا زواج.

مواضيع ذات صلة لـ من هي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: