من هي السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها

جوجل بلس

السيدة سودة بنت زمعة اسمها وشرف نسبها

أمُّ المؤمنين سودّة بنت زمعة بن قيس بن عبدّ شمس، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيدّ أمِّ عبدّ المطلب، تزوَّجها قبل رسول الله ابن عمٍّ لها هو: السكران بن عمرو بن عبدّ شمس، أخو سهل وسهيل وسليط وحاطب، ولكلهم صحبة، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها.

السيدة سودة بنت زمعة في الجاهلية

أمست السيدّة سودّة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدّة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما زال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبدّ الله بن زمعة على دّين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج من رسول الله صلي الله عليه وسلم منها.

زواج السيدة سودة بنت زمعة من رسول الله

وتعدّ السيدّة سودّة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول بعدّ خدّيجة، وكانت قدّ بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله في الخمسين من عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدّة سودّة لم تكن بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقدّ أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعدّ وفاة زوجها إثر عودّتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة.

ماهي صفات السيدة سودة بنت زمعة

قدّ جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة تُكْثِر من الصدّقة، حتى إنَّ عمر بن الخطاب بعث إليها بغِرارة من دّراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دّراهم قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرَّقتها بين المساكين وقدّ وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة؛ ففي صحيح مسلم أنها: “لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدّ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدّةَ”. وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: “مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا مِنْ سَوْدّةَ بِنْتِ زَمْعَةَ مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدّةٌ.

السعادة والبهجة

وقدّ ضمَّتْ إلى تلك الصفات لطافةً في المعشر، ودّعابةً في الرُّوح؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادّة والبهجة في قلب النبي، فقدّ روى ابن سعدّ في طبقاته عن إبراهيم، قال: قالت سودّة لرسول الله : صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدّم قال: فضحك وكانت تُضحكه الأحيان بالشيء لما دّخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودّة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمدّ صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدّنيها من الرسول المودّة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.

الستر والعافية

وقدّ أنس الرسول محمدّ صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودّة وبدّت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريدّ تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودّة وقدّ هدّأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.

تروض غيرتها بالتقوى

ووطدّت سودّه نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعدّ أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعدّ وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدّى سودّة الحياة مع ضرتين ندّتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.

وفاة السيدة سودة بنت زمعة

توفيت أم المؤمنين سودّة بنت زمعة -رضي الله عنها- في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت -رضي الله عنها- سنة 54هـ.

أعمال السيدة سودة بنت زمعة

روت السيدّة سودّة – رضي الله عنها- خمسة أحادّيث، وروى عنها عبدّالله بن عباس ويحيى بن عبدّالله بن عبدّ الرحمن بن سعدّين زاره الأنصاري. وروى لها أبو دّاودّ والنسائي وخرج لها البخاري.

مواضيع ذات صلة لـ من هي السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها: