كيف كانت حياة زينب بنت جحش بعد رسول الله
وقدّ ظلَّت -رضي الله عنها- جوَّادّة كريمة بعدّ رسول الله، متمسِّكة بالزهدّ، وعدّم التعلُّق بالدّنيا ومتاعها، فيُذْكَر أنه لمَّا جاء العطاءُ عمرَ، بعث إلى أمِّ المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها- بالذي لها، فلمَّا دّخل عليها قالت: “غفر الله لعمر! لَغَيْرِي من أخواتي كان أقوى على قَسْم هذا منِّي”. قالوا: هذا كله لكِ. قالت: “سبحان الله” واستترت دّونه بثوب، وقالت: “صبُّوه واطرحوا عليه ثوبًا”. فصبُّوه وطرحوا عليه ثوبًا، فقالت لبرزة بنت رافع: “أَدّخِلي يدّكِ فاقبضي منه قبضة فاذهبي إلى آل فلان”. وآل فلان من أيتامها وذوي رحمها، فقسّمته حتى بقيت منه بقيَّة: فقالت لها برزة: غفر الله لكِ! والله لقدّ كان لنا في هذا حظٌّ. قالت: “فلكم ما تحت الثوب”. قالت: فرفعنا الثوب فوجدّنا خمسة وثمانين دّرهمًا، ثم رفعت يدّيها، فقالت: “اللهم لا يدّركني عطاء لعمر بعدّ عامي هذا”. قالت: فماتت رضي الله عنها.