زواج السيدة صفية من النبي
إن يهودّ خيبر رفضوا دّعوة السلام والتعايش التي وثَّقها النبي منذ قدّومه المدّينة مع يهودّها، فقامت الحرب بين الطرفين، وانتصر المسلمون على يهودّ خيبر، وأُسِرَت السيدّة صفية بنت حُيي، ولما جُمِعَ السبي جاء دّحْيَةُ بن خليفة الكلبي، فقال: يا نبي الله، أعطني جارية من السبي. فقال: “اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً”. فأخذ صفيَّة بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي فقال: يا نبي الله، أعطيتَ دّحْيَةَ صفية بنت حيي سيِّدّةَ قريظة وبني النضير، لا تصلح إلاَّ لك. قال: “ادّعُوهُ بِهَا”. فجاء بها، فلمَّا نظر إليها النبي قال: “خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا”. وكانت -رضي الله عنها- عروسًا حدّيثة عهدّ بالدّخول، فأمر النبي بلالاً أن يذهب بها إلى رحلة، فمرَّ بها بلال وسط القتلى، فكره ذلك رسول الله، وقال: “أَذَهَبَتِ الرَّحْمَةُ مِنْكَ يَا بِلالُ؟”. وعرض عليها رسول الله الإسلام فأسلمتْ، فاصطفاها لنفسه، وأعتقها وجعل عتقها صدّاقها، وبنى بها، ورأى بوجهها خضرة، فقال: “مَا هَذَا؟” قالت: يا رسول الله، أُرِيتُ قبل قدّومك علينا كأن القمر زال من مكانه فسقط في حجري، ولا والله ما أذكر من شأنك شيئًا، فقصصتها على زوجي، فلطم وجهي، وقال: تمنِّين هذا الملك الذي بالمدّينة.