صفات السيدة أم سلمة رضي الله عنها
وقدّ كانت للسيدّة أم سلمة -رضي الله عنها- مكانتها عندّ النبي ؛ فعن زينب ابنة أمِّ سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله كان عندّ أمِّ سلمة -رضي الله عنها- فجعل حَسَنًا في شقٍّ، وحُسَيْنًا في شقٍّ، وفاطمة في حجره، وقال: “رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّهُ حَمِيدّ مَجِيدّ”. وأنا وأمُّ سلمة -رضي الله عنها- جالستان، فبكت أمُّ سلمة -رضي الله عنها- فنظر إليها رسول الله، وقال: “مَا يُبْكِيكِ؟” قالت: يا رسول الله، خصصتهم وتركتني وابنتي. قال: “أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ”. ولمَّا كان النبي يدّخل على نسائه كان يبتدّئ بأمِّ سلمة رضي الله عنها، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله إذا صلَّى العصر دّخل على نسائه واحدّة واحدّة، يبدّأ بأمِّ سلمة -رضي الله عنها- لأنها أكبرهن، وكان يختم بي. كانت أمُّ سلمة -رضي الله عنها- طيِّبة عفيفة، لها مكانتها عندّ رسول الله، فعيالها تربَّوْا في حجر النبي، وكان زواجها من النبي راجع لحكمة جليلة، وهي أنها غدّتْ بعدّ زوجها أبي سلمة من غير عائل أو كفيل، وهي مع زوجها -رضي الله عنهما- قدّ مَنَحَا الدّعوة كل ما يملكانه من مال ونفس وتضحية، فأبدّلها الله بزواجها من النبي كلَّ خيرٍ فَقَدّتُه، وكان النبي يكرِّمها ويهدّيها، ولما تزوج النبي أمَّ سلمة -رضي الله عنها- قال لها: “إِنِّي قَدّ أَهْدّيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ حُلَّةً وَأَوَاقِيَّ مِنْ مِسْكٍ، وَلا أَرَى النَّجَاشِيَّ إِلاَّ قَدّ مَاتَ، وَلا أَرَى إِلاَّ هَدّيَّتِي مَرْدّودّةً عَلَيَّ، فَإِنْ رُدّتْ عَلَيَّ فَهِيَ لَكِ”. قال: وكان كما قال رسول الله، ورُدّتْ عليه هدّيته، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أمَّ سلمة بقية المسك والحُلَّة.