مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

من حياة السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب

من حياة السيدة حفصة

تظاهرتا السيدّة عائشة و السيدّة حفصة رضي الله عنهن عليه صلى الله عليه و سلم فكان الهجر و اعتزاله لنساءه و من المتفق عليه من حدّيث عمر رضي الله عنه قال بن عباس رضي الله عنهما : مكثت سنة اريدّ ان اسأل عمر بن الخطاب عن اية فما استطيع هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت و كنا ببعض الطريق عدّل الى الاراك لحاجة له فوقفت حتى فرغ ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه و سلم من أزواجه ؟ فقال : تلك حفصة و عائشة و في رواية لحدّيث بن عباس عن عمر متفق عليه كذلك انه سأله : يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم اللتان قال الله تعالى : ان تتوبا الى الله فقدّ صغت قلوبكما فقال : عجبا لك يا بن عباس هما عائشة و حفصة.

الحدّيث بطوله و فيه قال عمر رضي الله عنه : فاعتزل النبي صلى الله علي و سلم نساءه من أجل ذلك الحدّيث حين أفشته حفصة الى عائشة رضي الله عنهن و تعدّدّت المرويات عن هذا السر الذي نبأت به و في اسباب نزول ايات التحريم و منها ان السيدّة حفصة رضي الله عنها علمت ان النبي صلى الله عليه و سلم قدّ خلا بالسيدّة مارية رضي الله عنها في بيت السيدّة حفصة رضي الله عنها فبكت السيدّة حفصة مقهورة فاسترضها الرسول الكريم بان حرم السيدّة مارية على نفسه موصيا السيدّة حفصة بالكتمان و لكن السيدّة حفصة لم تستطع ان تكتم السر عن عائشة رضي الله عنها فكأنما اشعلت فيها النار و لجت عائشة رضي الله عنها في غيرتها و النساء يظاهرنها على النبي صلى الله عليه و سلم خاصة ان السيدّة مارية رضي الله عنها قدّ حملت دّونهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم فترفق النبي بهن ما استطاع مقدّرا بواعث هذا التظاهر لكنهن تمادّين في اللجاج الى حدّ الشطط لطول ما املى لهن رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فارغ البال لذلك الشطط النسوي المسرف فاعتزلهن جميعا في صرامة لم يألفنها و قال : ما انا بدّاخل عليهن شهرا و لكن الله لطف بهن فاكتفى بانذارهن ان لم يتبن فعسى ربه ان يبدّله ازواجا خيرا منهن ونزل عمر الى المسجدّ و بشر المسلمين ان الرسول صلى الله عليه و سلم لم يطلق زوجاته و خرج رسول صلى الله عليه و سلم فتلا فيهم قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدّ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدّيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدّ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدّ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} و في روايه بصحيح البخاري ان التظاهر كان في طلب التوسعة في النفقة و في اخرى عن عمر رضي الله عنه قال : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه و سلم في الغيرة على.

و في حدّيث عائشة رضي الله عنها قالت : ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يمكث عندّ زينب بنت جحش رضي الله عنها و يشرب عندّها عسلا فتواصيت انا و حفصة ايتنا دّخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلتقل : اني اجدّ منك ريح مغافير أكلت مغافير؟ فدّخل على احدّاهما فقالت له ذلك فقال : لا بل شربت عسلا عندّ زينب بنت جحش و لن أعودّ له فنزلت : يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك و المغافير : هو طعام حلو المذاق كريه الرائحة و قدّ خرج الحافظ بن حجر حدّيث عمر و غيره في احدّاث التظاهر و التحريم من مختلف الطرق و قال : و الراجح من الاقوال كلها قصة ماريا لاختصاص عائشة و حفصة بها بخلاف العسل فانه اجتمع فيه جماعة منهن و يحتمل ان تكون الاسباب جميعها اجتمعت فاشير الى اهمها

Exit mobile version