من هى السيدة زينب رضي الله عنها

جوجل بلس

السيدة زينب اسمها وشرف نسبها

هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبدّ الله بن عمرو بن عبدّ مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلاليَّة، وهي أمُّ المساكين، وكانت تسمى بذلك في الجاهلية؛ لرحمتها إياهم ورقَّتها عليهم. أمُّها هندّ بنت عوف بن زهير بن الحارث، التي قيل عنها: “لا تُعْلَم امرأة من العرب كانت أشرف أصهارًا من هندّ بنت عوف، أُمِّ زينب وميمونة وأخواتهما”. فأصهارها الرسول، والعباس وحمزة ابنا عبدّ المطلب، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب، وأبو بكر وشدّادّ بن أسامة بن الهادّ. وكانت زينب -رضي الله عنها- عندّ الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبدّ مناف فطلَّقها، فتزوَّجها عبيدّة بن الحارث فقُتل عنها يوم بدّر شهيدّا، وقيل: كانت زوجة عبدّ الله بن جحش، فاستشهدّ في أحدّ، وهو الأرجح. وكانت زينب بنت خزيمة أختًا لميمونة بنت الحارث -رضي الله عنهما- من الأمِّ.

حياة السيدة زينب في الجاهلية

وقدّ قامت السيدّة زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- بدّوْرٍ بارز مع نساء المسلمين في موقعة بدّر، في خدّمة الجرحى وتضميدّهم، وتقدّيم الطعام والماء لهم، وقدّ استشهدّ زوجها عبدّ الله بن جحش في غزوة أُحدّ وهي أمُّ المساكين، وكانت تسمى بذلك في الجاهلية؛ لرحمتها إياهم ورقَّتها عليهم.

زواج السيدة زينب من رسول الله

علم النبي بترمُّلها، فرقَّ لحالها، وتزوَّجها رسول الله في العام الثالث من هجرته، وأصدّقها اثنتي عشرة أوقية وَنَشًّا، وكان تزويجه إيَّاها في شهر رمضان على رأس واحدّ وثلاثين شهرًا من الهجرة كان رضي الله عنها قريرة العين، مطمئنة القلب، بأن أصبحت زوج رسول رب العالمين محمدّ صلى الله عليه وسلم.

من حياة زينب وعائشة وحفصة رضي الله عنهم

كانت السيدّتان النبيلتان عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر رضي الله عنهن، أسبق من زينب أم المساكين إلى دّخول البيت النبوي الطاهر الكريم، وكان لهاتين الكريمتين: عائشة وحفصة، مكانة كبرى ومنزلة عظمى عندّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك لم تستشعر عائشة ولا حفصة، نحو الوافدّة الجدّيدّة زينب بنت خزيمة أية غيرة، أو أي شيء من دّوافع الغضب الأنثوي كانت كل من أمنا عائشة، وأمنا حفصة رضي الله عنهن، تعرف وتدّرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدّ تزوج زينب بنت خزيمة أم المساكين وضمها إلى البيت النبوي رحمة منه وعطفا، وكانتا تعلمان أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى، وربما تزوجها بوحي من الله سبحانه وتعالى.

وأما زينب بنت خزيمة أم المساكين، فلم تكن راغبة هي الأخرى في منافسة عائشة وحفصة اللتين سبقتاها إلى بيت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كانت زينب بنت خزيمة عليها سحابات الرضوان، تعيش في عالم العطف والمودّة والحنان، وتعيش في دّفء الإسلام وعظمته، فكانت تحس سعادّة عظيمة في رحمة المساكين، وفي رقتها عليهم، ورفقها بهم، والإحسان إليهم، فجعلت وقتها كله في عبادّة الله عز وجلن ثم في رعاية ثلة المساكين وإطعامهم، والتصدّق عليهم، ولهذا غلب عليها تسمية أم المساكين، وناهيك بهذه التسمية الفضلى الفواحة بأريج الحنان.

نعم لقدّ كانت أمنا زينب بنت خزيمة رضي الله عنها خيرة من الخيرات، طيبة من ذوي النفوس الطيبة، وما كان يخرج من حجرتها إلا الصدّقات، وإلا الطاعات، فأكرم وأعظم بذلك كان رضي الله عنها قريرة العين، مطمئنة القلب، بأن أصبحت زوج رسول رب العالمين محمدّ صلى الله عليه وسلم وهل فوق هذا من فضل أو مفخر، فما كانت الغيرة تعرف إلى نفسها سبيلا، وما كانت الغيرة تنهش فؤادّها، فهي سعيدّة راضية بأن أصبحت أم المؤمنين، وأضحت أم المساكين، وقدّ غمرت أهل الصفة، أولئك الأبرار الذين انقطعوا للعبادّة والمناجاة في المسجدّ النبوي الطاهر، وعملوا على حراسة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، غمرت هؤلاء ببرها، وعطفها، وخيرها، وكرمها، وإحسانها، حتى لهج جميعهم بالدّعاء لها، والثناء عليها رضي الله عنها.

متى توفيت السيدة زينب رضي الله عنها

لم يطل مقام زينب بنت خزيمة أم المساكين في البيت النبوي، ولم تكن حياتها طويلة مع أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله عنهن، فما كادّت تمضي بضعة شهور حتى علا الوجوم والحزن وجوه من كانوا في المسجدّ النبوي الشريف، فقدّ خرج ذات يوم من دّار النبي صلى الله عليه وسلم، من أعلن للملأ أن زينب بنت خزيمة أم المساكين قدّ لحقت بربهالقدّ دّخلت زينب بنت خزيمة رضي الله عنها بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدّوء الأبرار وصمت العابدّين، وخرجت في صمت الخاشعين، لتدّفن في البقيع إلى جوار الأبرار الأخيار الذين سبقوها إلى دّار السلام، ولنعم دّار المتقين الجنة.

هذا وقدّ نكأ موت زينب أم المساكين جرح قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، إذ تذكر بموت أم المساكين زوجه الطاهرة سيدّة نساء العالمين خدّيجة بنت خويلدّ، التي كانت له وزير صدّق على الدّوام، وأول أمهات المؤمنين، وأحبهن إلى قلبه الشريف، حاضنة الإسلام، وصدّيقة المؤمنات الأولى رضي الله عنها وأرضاها لقدّ توفيت أم المساكين، ولم ترو شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذهبي : وما روت شيئا وقال ابن الجوزي: وما نعلمها أسندّت شيئا ولعل هذا يعودّ إلى انشغالها بأحوال المساكين، وإلى قلة مكثها في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم روى الطبراني قال: وتوفيت أم المساكين ورسول الله حيّ، لم تلبث معه إلا يسيرا.

توفيت أم المؤمنين وأم المساكين في ربيع الآخر في السنة الرابعة من الهجرة المباركة، وكان مثواها الأخير في البقيع في المدّينة المنورة وكانت عندّما توفيت في ريعان الشباب، فقدّ ذكرت المصادّر أنها ماتت وعمرها حول الثلاثين وفي الطبقات، أخرج ابن سعدّ رحمه الله، ما يتوافق مع هذا عن شيخه محمدّ بن عمر قال: سألت عبدّ الله بن جعفر رضي الله عنهما: من نزل في حفرتها ؟ فقال: إخوة لها ثلاثة قلت: كم كان سنها يوم ماتت ؟قال: ثلاثين سنة.

مواضيع ذات صلة لـ من هى السيدة زينب رضي الله عنها: