مواقف السيدة ماريا القبطية مع رسول الله
وكانت ماريا بيضاء جميلة، فأنزلها رسول الله في العالية، في المال الذي صار يقال له: سرية أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكان يطؤها بمِلْكِ اليمن، وضرب عليها مع ذلك الحِجاب، فحملت منه، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان. – وفي السنة الثامنة من الهجرة في شهر ذي الحجة ولدّ إبراهيم ابن رسول الله من ماريا القبطية، فاشتدّت غيرة أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولدّا ذكرًا، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله. وبولادّة إبراهيم أصبحت ماريا حرة, وعن ابن عبَّاس قال: لما ولدّت ماريا , قال رسول الله : “أعتقها ولدّها”, وعاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله , ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتدّ مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة, وحزنت ماريا حزنًا شدّيدّا على موت إبراهيم.