الذكاء الانفعالي (Emotional Intelligence)
هو القدرة على استكشاف انفعالاتك واستخدامها لتحسين حياتك. التواصل مع انفعالاتك يسمح لك التحكم بمستويات التوتر لديك وزيادة كفاءة تواصلك مع الآخرين، وهما مهارتان تُنميان حياتك في الجانبين الشخصي والمهني.
على عكس الذكاء العقلي الذي يظل ثابتاً طيلة حياتك، فإن الذكاء الانفعالي يُمكن تنميته وشحذه طوال الوقت.
كيفية تنمية ذكائك الانفعالي
اقرأ الخطوة الأولى لتعرف كيفية تنمية ذكائك الانفعالي باستخدام أساليب يمكنك تجربتها في الحال.
1- دون ردود فعلك الانفعالية خلال اليوم
يسهل عليك تجاهل أحاسيسك بشأن ما مررت به خلال اليوم، ولكن قضاء بعض الوقت في تحليلها يُعد أمراً ضرورياً لتحسين ذكائك الانفعالي. إن تجاهلك تلك الانفعالات فأنت بذلك تتجاهل معلومات هامة ذات تأثير كبير على طريقة تفكيرك وسلوكك. أولِ انتباهاً أكبر لأحاسيسك وربطها بالتجارب التي تمر بها.[1]
مثال: إن كنت في العمل وقاطعك أحدهم أثناء اجتماع، فماذا يكون إحساسك وماذا يكون رد فعلك؟ على الجانب الآخر، كيف يكون إحساسك عندما يمدحك أحدهم على إحسانك في العمل؟ التدرب على تسمية أحاسيسك وانفعالاتك كالحزن أو الإحراج أو السعادة أو الرضا أو أيٍ من الأحاسيس الأخرى من شأنه زيادة ذكائك الانفعالي في الحال.
اجعل من استكشاف انفعالاتك وأحاسيسك عادة يومية في أوقات محددة كوقت الاستيقاظ ووقت النوم.
2- انتبه لجسدك
ابدأ بالانتباه لمظاهر سلوكك الجسدي المعبرة عن أحاسيسك. عقولُنا وأجسادُنا متصلة وتؤثر ببعضها البعض على مستوى عميق. يمكنك زيادة ذكائك الانفعالية بتعلم كيفية تصيد الإشارات الجسدية التي تدلك على إحساسك الحالي.[2] أمثلة:
التوتر قد يولد إحساساً بانقباض في البطن أو ضيق في الصدر أو سرعة في التنفس.
الحزن قد يولد إحساساً مشابها للاستيقاظ بأذرع وأرجل بطيئة ومتثاقلة.
الفرح قد يولد إحساساً بوجود فراشات في معدتك أو زيادة نبض قلبك أو طاقتك.
3- لاحظ الصلة بين انفعالاتك وسلوكك
عندما تراودك أحاسيس قوية فكيف يكون رد فعلك؟ حاول استكشاف ردات فعلك التلقائية على المواقف التي تواجهك يومياً بدلاً من مجرد التفاعل معها دون تأمل. كلما فهمت ما يدفعك للتصرف بطريقة ما كلما زاد ذكاؤك الانفعالي وكلما صرت أكثر قدرة على استخدام معرفتك لتغيير سلوكياتك المستقبلية. إليك بعض أمثلة السلوكيات وخباياها:
الشعور بالإحراج أو عدم الثقة قد يسبب تركك لمحادثة جماعية وتشتيت انتباهك.
الشعور بالغضب قد يسبب قيامك برفع صوتك أو تركك للمكان بغضب.
الشعور بالدحور قد يسبب إصابتك بالهلع ونسيان ما كنت تفعله أو حتى البكاء.
4- تجنب إطلاق الأحكام على انفعالاتك
كل انفعالاتك المختلفة حقَّة حتى لو كانت سلبية. إن أطلقت الأحكام على انفعالاتك فستُعيق قدرتك على الإحساس بشكل كامل مما يصعب عليك استخدام أحاسيسك بطرق إيجابية. فكر في الأمر بهذه الطريقة: كل إحساس يراودك هو بمثابة معلومة جديدة متصلة بشيء ما يحدث في عالمك، وبدون تلك المعلومة لن تكون على علم بكيفية اتخاذ رد الفعل السليم. لذلك السبب تُعد قدرتك على الشعور بانفعالاتك أحد أوجه الذكاء.
الأمر سيكون شاقاً في البداية، ولكن عليك التدرب على إظهار الانفعالات السلبية وربطها بالأحداث المحيطة بك. عندما تشعر بأنك حسود، فما هو الانفعال المعبر عن موقفك ذاك؟
استكشاف انفعالاتك الإيجابية كذلك. قم بالربط بين الفرح أو الرضا وبين ما يحدث حولك، كي تتمكن من الإحساس بها أكثر.
5- لاحظ الأنماط المتكررة في تاريخك الانفعالي
تلك طريقة أخرى لاستكشاف مشاعرك كطريقة ربط مشاعرك بموافقك الحياتية. عندما يراودك إحساس قوي فاسأل نفسك متى كانت آخر مرة راودك فيها الإحساس نفسه. ماذا حدث قبل ذلك الموقف وخلاله وبعده؟
عندما تلاحظ أنماطاً متكررة ستتمكن من زيادة تحكمك بسلوكك. لاحظ كيفية تمكنك من التعامل مع أحد المواقف سابقاً ورغبتك في كيفية التعامل معها عند تكرارها في المستقبل.
دوِّن ردات فعلك الانفعالية وأحاسيسك بين يوم وآخر كي تتمكن من تحليل تصرفاتك عن قرب.
6- تدرب على اتخاذ القرار قبل القيام بسلوك ما
لا يمكن للمرء التحكم بأحاسيسه، ولكن يمكن له اتخاذ القرار بشأن رد الفعل الناتج عن تلك الأحاسيس. إن كنت تعاني من مشكلة العدائية عند الإحساس بالغضب أو العزلة عند الإحساس بالأذى، ففكر فيما قد يكون الطريقة المُثلى للتصرف في تلك المواقف. بدلاً من ترك أحاسيسك تُباغتك وتتحكم بسلوكياتك، اتخذ القرار بشأن ما ستفعله حينما تراودك تلك الأحاسيس مرة أخرى.
عند حدوث شيء سلبي في حياتك، فاقضِ بعض الوقت في لمس أحاسيسك. البعض يصفون الأحداث السلبية كموجة من الحزن أو الغضب تغشاهم. حالما تنجلي الموجة الأولية، اتخذ القرار بشأن كيفية تصرفك تالياً. قرر أن تتواصل مع أحاسيسك بدلاً من قمعها، أو انهض وحاول من جديد بدلاً من الاستسلام.
لا تركَن لعادات التهرب والانهزامية. ليس من السهل إظهار الأحاسيس السيئة، والكثيرون يحاولون كبتها عبر شغل أنفسهم بالشراب أو مشاهدة التلفاز أو أي عادات أخرى لتخدير الألم. إن قمت بفعل ذلك كثيراً فسيقل ذكاؤك الانفعالي كثيراً.