محنة الفن
أنا من غازل الجمال و غنّى
للمعالي لحنا و للحبّ لحنا
عاش بين الهوى و بين منى الـ
ــمجد و لم يلق عمره ما تمنّى
و استخفّ الحياة بالشدو حتّى
زادها فوق حسنها البكر حسنا
…
قلبي القلب يحمل الأمس و اليو
م و يلقي لمقبل العمر ظنّا
قلبي القلب لم يفارقه آت
لا ، و لا الأمس في حناياه يفنى
قلبي القلب إن بكى رقّص الـ
دنيا بكاه و حوّل الدمع فنّا
…
دمعة الفنّ بسمة في شفاه الـ
خلد أصفى من الصباح و أسنى
في ظلال الربيع قطّرت أنفا
سي نشيدا أرقّ منه و أحتى
و عصرت الشجون في الروضة الـ
غنّا لحونا أندى وفنّا أغنّا
…
من جمال الحياة سلسلت أنغا
مي و غنّيت عطفها فتثنّى
من هموم الجياع غنّيت للجو
ع وصغت الهموم بحرا ووزنا
و تخيّرت للغنيّ غناء
مترفا راقصا كاعطاف حسنا
أنا أشدو لكلّ قلب طروب
أنا أبكي لكلّ قلب معنّى
…
” محنة الفن ” محنة تتعب الـ
فنّان و الخلد من معانيه يهنا
كلّ ما بي أودعته الشعر لكن
في ضميري شعر أنا منه مضنى
…
لا تسلني يا صاحبي أيّ شعري
كان أعلى أو أيّه كان أدنى
أجمل الشهر نغمة لم أوفّعها
و صمتي يطوي لها ألف معنى
فتنفّس يا صمت شعري بما فـ
يك لعلّي يا شعر أن أطمئنّا
و تأوّه لعلّ آهاتك الجر
حى تلاقي في ضجّة الكون أذنا
آه يا شعر آه قد قيّد الصمت
أغانيك فاتّخذ منه سجنا