أم الكرم
نشوة النور و أحلام الجنان
و شذا الأنسام و الجوّ الجماني
رقصت في الروضة الغنّا كما
ترقص الحور على شدو المثاني
و صبت معجزة الحسن بها
صبوة السكر بأعطاف الغواني
بلدة الفن و ” أمّ الكرم ” في
حضنها الحاني صبت أمّ الدنّان
نسّق الفن حواشي كرمها
فتعانقن على بعد المكان
و طلى بهجتها صفو الندى
والصباح الطفل وردي البنان
و العناقيد على أغصانها
كالنهود العاطفيّات الحواني
و تدلّت كالقروط البيض من
أذن الغيد المليحات الحسان
…
روضة فوحاء فردوسيّة
تلد اللّذّات آنا بعد آن
كلّها راح وروح عبق
و ظلال و تثنّي غصن بان
وزهور تبعث العطر كما
تبعث السكر العناقيد الدواني
تفرش الجوّ جمالا و شذا
والثرى ظلا نديّ العطف هاني
…
الهوى الممراح فيها و الصبا
و حوار الوصل فيها و التداني
و فنون الحسن فيها و الغنا
مهرجان يرتمي في مهرجان
و العصافير على أدواحها
كالقياثير على أيدي القيان
تسكب اللّحن على مرقصها
فتشّي الجو رقصا و أغاني
و كأنّ النهر في أحضانها
شاعر ذوّبه فرّط الحنان
و محبّ كلّما ناجى الهوى
طلمست نجواه ” فوضاء ” الزمان
فتحال النهر محموم الغنا
مطربا هيمان معقود اللّسان
و كأنّ الروضة الغنّا على
مائه فجر الهوى طفل الأماني
…
بلد توحي مجاليه إلى
مزهر الفنان أبكار المعاني
قلت للشعر و قد ساجله
نغم الفنّ و سحر الإفتنان
أتراه سرق الفردوس أم
هو فردوس بحضن الأرض ثاني