اللّيل الحزين
كئيب بطيء الخطا مؤلم
يسير إلى حيث لا يعلم
و يسري و يسري فلا ينتهي
سراه و لا نهجه المظلم
و تنساب أشباحه في السكون
حيارى بخيبتها تحلم
هو اللّيل في صمته ضجّة
و في سرّه عالم أبكم
كأنّ الصبابات في أفقه
تئنّ فترتعش الأنجم
حزين غريق بأحزانه
كئيب بآلامه مفعم
كأنّ النجوم على صدره
جراح يلوح عليها الدم
…
هو اللّيل يطوي بأعطافه
قلوبا بأشواقها تضرم
تساهر أعين الساهرين
و تقتات أحلامه النوم
و يشكو إلى جوّه عاشق
و يشدو على صمته ملهم
يناجي المعنّى المعنّي به
و يهفو إلى المغرم المغرم
و يبتهج القصر في ظلّه
و ينتحب الكوخ و المعدم
ففيه التآويه و الأغنيات
و في طيّه العرس و المأتم
و في صدره سرّ هذا الوجود
فماذا يذيع و ما يكتم ؟